ذلك تحذير لهذه الأمة.
٣ ـ في مقدمة سورة البقرة كلام عن الكافرين أنهم سواء في حقهم الإنذار وعدمه ، وتأتي سورة نوح لترينا أن رسولا لله صلىاللهعليهوسلم هو نوح دعا إلى ما دعا إليه رسولنا من التقوى ، وترينا قصة أمة بذل معها رسولها كل جهد ممكن ، وأقام عليها كل حجة ، ومع ذلك أصرت على الإنكار ورفض الإنذار ، فسورة نوح إذن تقدم نموذجا على نوع من الكفار يتساوى الإنذار وعدمه في حقهم ، ولذلك صلته بقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) وهكذا فسورة نوح تفصل في محورها من مقدمة سورة البقرة ، وتؤدي دورها في مجموعتها ، وكل ذلك ضمن سياقها الخاص.
٤ ـ وفي سورة نوح درس للنذير ، ودروس في الإنذار : كيف يكون ، وما هي وسائله ، وما هو مضمونه ، ولذلك صلته بمحور السورة كذلك.
٥ ـ تتألف السورة من مقدمة وفقرتين :
المقدمة آية واحدة تتحدث عن تكليف نوح بالإنذار.
والفقرة الأولى تستمر حتى نهاية الآية (٢٥) وفيها حديث عما فعل نوح قياما بحق الدعوة.
والفقرة الثانية وتستمر حتى نهاية السورة ، وفيها دعاء نوح على قومه الذين لم يستجيبوا له ودعاؤه لنفسه وللمؤمنين والمؤمنات.