يزيد بن معاوية فسأله عن ألين كلمة سمعها من رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ألا كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله» تفرد بإخراجه الإمام أحمد).
٦ ـ ونختتم هذه الفوائد بالتذكير بأن قوله تعالى : (وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) لا ينفي كروية الأرض إذ إن كروية الأرض مقررة في أكثر من مكان في كتاب الله فتسطيح الأرض لا ينفي كرويتها فهي ممدودة مبسوطة ، وهي فراش للإنسان وهي كروية مع هذا كله.
كلمة أخيرة في سورة الغاشية ومجموعتها الحادية عشرة :
سورة الغاشية حذرت من العبادة الخاطئة مع الكفر ، وهيجت على العبادة الصالحة مع الإيمان ، ولفتت النظر إلى ما يستوجب الإيمان ، وأمرت رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالتذكير مع الاعتقاد بأن الله عزوجل سيتولى تعذيب الكافرين ، وتأتي سورة الغاشية بعد سورة الأعلى التي أمرت بنوع من العبادة المؤدية إلى تزكية النفس ، وجاءت سورة الأعلى بعد سورتين تحدثتا عن قضية الإيمان والعمل الصالح ، وما يستتبع ذلك من مواقف إيمانية أو مواقف كافرة ، ومن هذا العرض السريع ندرك تكامل المجموعة مع بعضها ..
فسورة البروج بينت أن الإيمان والعمل الصالح يرافقهما ابتلاء يصل إلى حد القتل والتحريق ، وسورة الطارق بينت جدية الكلمة القرآنية ، وجاءت سورة الأعلى تأمر بالتسبيح ، والتذكير وتزكية النفس ، وكلها معان تساعد على تحمل المحنة وتحمل ثقل الوحي ، وجاءت سورة الغاشية لتبين أن العمل غير المقيد بقيود الوحي وغير المنبثق عن الإيمان الصحيح لا ينجي صاحبه ، فلا بد من إيمان صحيح وعمل صحيح للنجاة ، وهذا كله يرينا تكامل المجموعة مع بعضها ، كما يرينا كيف أن المجموعة تضيف صرحا جديدا في بناء التصورات الإسلامية الصحيحة ، وفي بناء التقوى ، وفي التحرير من الكفر وأخلاقه.
والملاحظ أن سورتي الأعلى والغاشية كلاهما تذكر في الطريق ، وكل منهما أمرت رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالتذكير الذي فيه دلالة على الطريق (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ) فكونك تذكر بالطريق فكأنك أخذت باليد إلى الإسلام كله ، وذلك من مظاهر التكامل في المجموعة. فلو أنك تأملت الأمر بالتذكير في كل من