ابن عجرة : «أعاذك الله من إمارة السفهاء» قال : وما إمارة السفهاء؟ قال : «أمراء يكونون من بعدي لا يهتدون بهداي ، ولا يستنون بسنتي ، فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم ، ولا يردون على حوضي ، ومن لم يصدقهم بكذبهم ، ولم يعنهم على ظلمهم ، فأولئك مني وأنا منهم ، وسيردون على حوضي ، يا كعب بن عجرة : الصوم جنة ، والصدقة تطفىء الخطيئة ، والصلاة قربان ـ أو قال : برهان ـ يا كعب بن عجرة : إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت ، النار أولى به ، يا كعب : الناس غاديان فمبتاع نفسه فمعتقها ، وبائع نفسه فموبقها» ورواه عن غياث بن وهب عن عبد الله بن خثيم به وقد تقدم في سورة الروم عند قوله جل جلاله : (فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها) من رواية جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه إما شاكرا وإما كفورا».
وروى الإمام أحمد ... عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «ما من خارج يخرج إلا ببابه رايتان : راية بيد ملك ، وراية بيد شيطان فإن خرج لما يحب الله اتبعه الملك برايته ، فلم يزل تحت راية الملك حتى يرجع إلى بيته ، وإن خرج لما يسخط الله اتبعه الشيطان برايته فلم يزل تحت راية الشيطان حتى يرجع إلى بيته»).
٤ ـ بمناسبة قوله تعالى : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) قال ابن كثير : (أي : يتعبدون لله فيما أوجبه عليهم من فعل الطاعات الواجبة بأصل الشرع ، وما أوجبوه على أنفسهم بطريق النذر. روى الإمام مالك عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه» رواه البخاري من حديث مالك).
٥ ـ بمناسبة قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ) قال ابن كثير : (وروى البيهقي من طريق الأعمش عن نافع قال : مرض ابن عمر فاشتهى عنبا أول ما جاء العنب ، فأرسلت صفية ـ يعني : امرأته ـ فاشترت عنقودا بدرهم ، فاتبع الرسول سائل فلما دخل به قال السائل : السائل ، فقال ابن عمر : أعطوه إياه فأعطوه إياه ، فأرسلت بدرهم آخر فاشترت عنقودا ، فاتبع الرسول السائل فلما دخل قال السائل : السائل ، فقال ابن عمر : أعطوه إياه ، فأعطوه إياه ، فأرسلت صفية إلى السائل فقالت : والله إن عدت لا تصيب منه خيرا أبدا ثم أرسلت بدرهم آخر فاشترت