وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ* يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ* كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) لاحظ التشابه بين هذه الآيات من سورة البقرة وبين الآية التي مرت معنا من سورة الصف :
أ ـ جاء في سورة البقرة قوله تعالى : (أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ) وفي فقرة الصف ورد قوله تعالى : (نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ).
ب ـ في الآيات السابقة من سورة البقرة ورد قوله تعالى : (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ) وفي فقرة سورة الصف ورد قوله تعالى : (ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) بعد الأمر بالجهاد.
ج ـ في الآيات السابقة من سورة البقرة ورد قوله تعالى : (وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) وفي فقرة سورة الصف ورد قوله تعالى : (ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
السر في هذا التشابه ـ والله أعلم ـ أن آيات سورة البقرة تلك هي امتداد لما جاء في مقدمة سورة البقرة ، فجاءت سورة الصف لتشد إلى مقدمة سورة البقرة هذه المعاني ، وتفصل في الجميع.
الفقرة الثالثة والأخيرة
وهي آية واحدة هي الآية (١٤) وهذه هي :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ