كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ (٤) وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (٥) وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (٦) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٧) يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (٨) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٩))
التفسير :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ) قال ابن كثير : إنكار على من يعد وعدا أو يقول قولا لا يفي به (كَبُرَ مَقْتاً) المقت : أشد البغض (عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ) أي : كبر قولكم ما لا تفعلون مقتا عند الله. قال النسفي : وفيه دلالة على أن قولهم ما لا يفعلون مقت خالص لا شوب فيه. أقول : وفيه دلالة على أن من آثار الإيمان أن يتطابق القول مع العمل ، وأن يكون العمل على ما يحبه الله عزوجل ، وهذا العقاب كان بسبب قول بعض الصحابة : (لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله لعملناه) كما سنرى في الفوائد. فأنزل الله عزوجل السورة مبينا فيها أحب الأعمال إلى الله ، وحاضا على مطابقة القول العمل ، ومعاتبا أن يكون القول في واد والعمل في واد ، وفي ذلك تهييج على فعل ما هو حبيب لله عزوجل (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ) أي : في طريقه ، أي : في سبيل دينه وضمن شريعته ، لا في