سورة الطلاق
مدنية ، عدد آياتها ١٢ آية
١ إلى ٣ ـ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ ...) أي يا أيها النبي قل لأمتك (إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ) أي إذا أردتم طلاقهنّ لسبب مشروع (فَطَلِّقُوهُنَ) أي لوقت عدّتهن وذلك بأن يطلقها في طهر لم يجامعها فيه فتعتد بذلك الطهر من عدتها وتصير في العدة بعيد الطلاق فلا تطلّقوهنّ لحيضهنّ الذي لا يعتددن به من القرء (وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ) أي عدّوا الأقراء التي تعتدّ بها المطلّقة (لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَ) فلا يجوز للزوج أن يخرج المطلّقة المعتدّة من منزله الذي كان يضعها فيه قبل طلاقها (وَلا يَخْرُجْنَ) هنّ أيضا من ذلك المنزل إلّا لضرورة هامّة (إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ) أي إلّا إذا حصل منها فاحشة ظاهرة قيل هي الزنا فتخرج لإقامة الحد عليها وقيل هي البذاء على أهل زوجها وقيل هي النشوز (وَتِلْكَ) أي ما ذكر هو (حُدُودُ اللهِ) أي أحكامه في الطلاق (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ) أي ومن يخالف أوامره هذه (فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) أي أذنب وارتكب إثما وعصى الله سبحانه (لا تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً) أي لعلّه سبحانه يغيّر رأي الزوج في زوجته المطلّقة ويوقع حبّها في قلبه فيرجع إليها (فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَ) قاربنه ، وهو خروجهنّ من عدّتهنّ (فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ) يعني راجعوهن وقوموا لهنّ بالنفقة والمسكن وحسن الصحبة والمعاشرة (أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ) أو اتركوهن وتخلّوا عنهن بسهولة (وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ) أي وأشهدوا اثنين عدلين عند الطلاق وعند الرجعة على قول (وَأَقِيمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ) يعني : يا أيها الشهود اجعلوا شهادتكم قائمة خالصة لله سبحانه (ذلِكُمْ) الأمر الذي قلناه لكم (يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) أي المؤمنون بالله وبأوامره ونواهيه (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ) يعمل بما أمر وينتهي عمّا نهى (يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً) من كروب الدنيا والآخرة (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) أي يعطيه الرزق من حيث لا يخطر له على بال ولا يضعه في حسابه (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) أي من يجعل أمره بيد الله ويفوّضه إليه مع الثقة بحسن تقديره فإنه يكفيه أمر الدنيا ، ويعطيه ثوابا في الآخرة (إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ) أي أنها لا تكون إلا مشيئته فيمن توكل عليه وفيمن لم يتوكل (قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) أي جعل لكل شيء مقدارا وأجلا لا يزيد ولا ينقص.
٤ و ٥ ـ (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ ...) أي اللواتي لا يحضن (إِنِ ارْتَبْتُمْ) أي إذا شككتم بهنّ فلا تعرفون هل ارتفع حيضهن لكبر أو لعارض (فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ) وهؤلاء هن اللواتي تحيض من كانت مثلهنّ (وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ) أي إن ارتبتم بحيضهنّ فعدتهنّ ثلاثة أشهر أيضا ، وهن اللواتي لم يبلغن المحيض في حين أن مثلهنّ تحيض عادة (وَأُولاتُ الْأَحْمالِ) أي الحوامل (أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَ) أي تنتهي عدتهنّ بالولادة (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ) فيما أمره به (يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) فيسهّل له أمر دينه ودنياه (ذلِكَ) يعني المذكور في أمور العدّة والطلاق (أَمْرُ اللهِ) لكم (أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ) لتعملوا به (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ) بطاعة أوامره واجتناب نواهيه (يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ) يمحوها عنه (وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً) أي يزيد له في ثوابه في الآخرة.