(وَالَّذِينَ كَفَرُوا) بالله (وَكَذَّبُوا بِآياتِنا) أي بحججنا (أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) مؤبدين فيها وهي بئس المرجع.
١١ إلى ١٣ ـ (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ ...) أي أنها لا تقع مصيبة (إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) إلّا بعلمه (وَمَنْ يُؤْمِنْ) يصدّق (بِاللهِ) ويرض بقضائه (يَهْدِ قَلْبَهُ) للتسليم فيعرف أن ما يصيبه هو بعلم الله فلا يجزع لينال الثواب (وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) خبير به (وَأَطِيعُوا اللهَ) فيما أمركم به (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) فيما جاءكم به من أمر ونهي (فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ) أي انصرفتم عن القبول منه (فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) أي أنه هو مكلف بتبليغ الرّسالة وبيان الأحكام والطاعات ، وليس عليه أن يجبر أحدا على الإيمان ولا على العمل (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) فلا تحق العبادة لغيره (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) أي أنهم يفوّضون أمرهم إليه ويرضون بقضائه.
١٤ إلى آخر السورة ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ ...) إلخ هذا خطاب للمؤمنين ينبّههم فيه سبحانه إلى أن من هؤلاء المذكورين من هو عدوكم في الدين فاحذروهم أن تطيعوهم فيما لا يرضي الله (وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا) أي وإن تتركوا عقابهم وتتجاوزوا عنهم وتتناسوا ما فعلوه لتستروا عليهم (فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) عفوّ يتجاوز عن الذنوب ويرحم العباد (إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) أي أنهم محنة لكم تمتحنون بها (وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) أي عنده ثواب كبير فلا تعصوه بسبب الأموال والأولاد (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) أي تجنّبوا معاصيه وما يسخطه قدر طاقتكم (وَاسْمَعُوا) أوامر الله ورسوله (وَأَطِيعُوا) الله ورسوله (وَأَنْفِقُوا) من أموالكم الزكوات والصدقات (خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ) أي قدّموا خيرا لأنفسكم من أموالكم (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ) أي يخلص من بخل نفسه (فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) فهم الفائزون بثواب الله (إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً) قد مرّ تفسيره (يُضاعِفْهُ لَكُمْ) أي يعطيه بدل قرضه أضعاف ذلك الذي أعطاه إلى سبعمائة ضعف على ما قيل بل إلى ما لا يتناهى (وَيَغْفِرْ لَكُمْ) ذنوبكم (وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ) أي مجاز على الشكر بثوابه الجزيل ، وهو رؤف لا يعاجل العباد بالعقوبة (عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) أي يعلم ما حضر وما غاب (الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) مر معناه.