٤٩ ـ (قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ
الْباطِلُ وَما يُعِيدُ ...) أي قل يا محمد لهؤلاء جاء الإسلام أو التّوحيد وزهق الكفر
ولم يبق له أثر لا إبداء ولا إعادة ورجوعا.
٥٠ ـ (قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ
...) إلخ أي إن ضللت عن الحق وطريق الهدى فيكون وبال ضلالي على
نفسي (وَإِنِ اهْتَدَيْتُ) إلى الحقّ (فَبِما يُوحِي
إِلَيَّ رَبِّي) إلخ أي بهدى ربّي تفضّلا ورحمة منه بي ، فهو يسمع كل قول
قريب منا فلا يخفى عليه المحق من المبطل.
٥١ ـ (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ
...) أي ولو تنظر يا محمد الكفرة عند الموت أو البعث (فَلا فَوْتَ) أي لا يفوتوننا ولا ينجو منهم ظالم (وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ) من قبورهم أو من أرض الموقف إلى النار فهم قريبون معه حيث
كانوا.
٥٢ ـ (وَقالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ
التَّناوُشُ ...) أي يقولون يوم القيامة آمنا بمحمد ولكن من أين لهم
الانتفاع بهذا الإيمان الذي الجئوا إليه (مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) أي من عالم الآخرة فإن محل التكليف بالإيمان هو الدنيا وهم
في عالم الآخرة وقد ابتعدت دار التكليف.
٥٣ ـ (وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ ...) أي كفروا بالقرآن أو بمحمد (ص) في أوان التكليف (وَ) هم الآن (يَقْذِفُونَ
بِالْغَيْبِ) أي يرجمون بالظنّ من نفي البعث والجنّة والنّار (مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) يعني من جهة بعيدة عن حال الرّسول وحال الآخرة.
٥٤ ـ (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما
يَشْتَهُونَ ...) أي وفرّق بالموت بينهم وبين مشتهياتهم من قبول الإيمان أو
من نفع التصديق (كَما فُعِلَ
بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ) أي بأمثالهم من كفرة الأمم السابقة (إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍ) من البعث والعذاب (مُرِيبٍ) أي مشكّك.
سورة فاطر
مكية ، عدد آياتها ٤٥ آية
١ ـ (الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ
وَالْأَرْضِ ...) أي خالقهما ومبدعهما على غير مثال سبق وقد حمد سبحانه نفسه
ليعلمنا ليبين أن الحمد كله له وليعلمنا كيف نحمد (جاعِلِ الْمَلائِكَةِ
رُسُلاً) أي وسائط بين الله وأنبيائه والصالحين من عباده بالوحي
والرسالات (أُولِي أَجْنِحَةٍ
مَثْنى ...) الآية الجملة صفة للملائكة. واختلاف الأجنحة لتفاوت
مراتبهم ، وإعطاؤها لتسهيل النّزول والعروج ، وللتسريع فيما يؤمرون به. وليس ذكر
هذه الأعداد للحصر بل لبيان المثل ، ويدل على عدم الخصوصية لهذه الأعداد وعدم بيان
الحصر قوله : (يَزِيدُ فِي
الْخَلْقِ ما يَشاءُ) إلخ وقول ابن عباس عن النبيّ (ص) أنه قال : رأيت في ليلة
المعراج جبرائيل كان له ستمائة جناح.
٢ ـ (ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ
رَحْمَةٍ ...) يعني إن الله تعالى لو أراد لعباده الخير وأن يفتح لهم باب
رحمته (فَلا مُمْسِكَ لَها) أي لا يقدر أحد أن يمنع خيره ورحمته النازلة إليهم (وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ
بَعْدِهِ) أي ما يحبسه ويمنعه من نعمه ورحماته فلا يتمكّن أحد أن
يرسلها ويجيء بها من تلقاء نفسه بعد إمساك الله سبحانه ومنعه. (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) مر معناه.
٣ ـ (يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا ...) أي احفظوا (نِعْمَتَ اللهِ
عَلَيْكُمْ) وآتوا حقّها بشكر مولاها قولا وعملا واعتقادا. والنعمة
أعمّ من الظاهرية والباطنيّة (هَلْ مِنْ خالِقٍ
غَيْرُ اللهِ) إشارة إلى نعمة الإيجاد في ابتداء الوجود ، (يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ
وَالْأَرْضِ) إشارة إلى نعمة الإبقاء بالرّزق إلى الانتهاء. (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى
تُؤْفَكُونَ) أي لا خالق ولا رازق غيره فأين تتوجّهون وتنصرفون عن
التّوحيد إلى إشراك غيره معه؟.