سورة لقمان
مكية ، عدد آياتها ٣٤ آية
١ و ٢ ـ (الم ، تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ ...) أي هذه الآيات هي آيات القرآن المحكم أو ذات الحكمة. وقد وصف الكتاب بالحكيم إشعارا بأنه ليس من لهو الحديث من شيء بل هو كتاب لا انثلام فيه ليداخله لهو الحديث وباطل القول.
٣ ـ (هُدىً) أي حال كونها بيانا ودلالة. (وَرَحْمَةً) أي حال كونها نعمة لا نقمة صارخة عنها. (لِلْمُحْسِنِينَ) المطيعين أو للموحّدين.
٤ إلى ٥ ـ (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ ...) إلخ هذه الشريفة وما بعدها بيان للمحسنين ، وتكرير الضّمير تأكيد.
٦ ـ (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ ...) أي باطل الحديث وهو الغناء وكل ما يلهي عن سبيل الله ويدخل فيه السخرية بالقرآن واللغو فيه (لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) فيضلّ الناس عن دينه تعالى. ومن أضلّ غيره فقد ضلّ وقيل : مقتضى السياق أن يكون المراد بسبيل الله القرآن بما فيه من المعارف الحقة الاعتقادية والعملية وخاصة قصص الأنبياء وأممهم الخالية فإن لهو الحديث والأساطير المختلقة تعارض أولا هذه القصص ثم تهدم بنيان سائر المعارف الحقة وتوهنها في أنظار الناس. (بِغَيْرِ عِلْمٍ) بغير بصيرة حيث يشتري الباطل بالحق والضلالة بالهدى ، (وَيَتَّخِذَها هُزُواً) أي يتّخذ السّبيل المستقيم سخرية ويستهزئ بها ، ومن يفعل ذلك فله (عَذابٌ مُهِينٌ) ذو إهانة.
٧ ـ (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ ... وَلَّى مُسْتَكْبِراً ...) أي أعرض عن سماع آياتنا إعراض من لا يسمعها (كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً) أي كأنّ في مسامعه ثقلا يمنعه عن سماع تلك الآيات (فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) مؤلم موجع.
٨ و ٩ ـ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ... لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ ...) البساتين والحدائق ذات النعمة يتنعمون بها يوم القيامة. (خالِدِينَ فِيها وَعْدَ اللهِ حَقًّا) أي وعدهم وعدا ثابتا لا خلف فيه (وَهُوَ الْعَزِيزُ) الذي لا يغلبه شيء (الْحَكِيمُ) الذي يفعل طبق ما تقتضيه حكمته.
١٠ ـ (خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ...) أي أنشأها بغير أعمدة إذ لو كان لها عمد لرأيتموها حيث إنّها لو كانت فرضا لكانت من أجسام عظام بحيث تتحمّل ثقل السّماوات ، ويحتمل أن يكون المعنى : انشأها بعمد ولكنها غير مرئية لكم. (وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ) أي وضع عليها جبالا شوامخ ثوابت (أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) أي لئلا تضطرب بكم فتبقى ثابتة مستقرة. (وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ) أي نشر وفرّق في الأرض كل ما يتحرّك ويدبّ من أنواع الحيوان. (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً) أي مطرا. (فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) أي أنبتنا في الأرض من ذلك الماء من كلّ صنف كثير المنفعة.
١١ ـ (هذا خَلْقُ اللهِ ...) أي هذا مخلوقه وموجوده الذي تشاهدونه (فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) أي أين مخلوق شركاء الله ومصنوعهم. وماذا خلقت آلهتكم التي تعبدونها؟ وإذ لم يقدروا على إراءة شيء ثبت بذلك وحدانيته سبحانه في ألوهيته وربوبيته. (بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) أي أن المشركين بالله هم في ذهاب بعيد واضح عن الحق.