١٤ ـ (وَجَحَدُوا بِها ...) إلخ. أي أنكروها وكذّبوا بها بألسنتهم مع أنهم تيقنوا أنها من عند الله. (ظُلْماً) لأنفسهم (وَعُلُوًّا) ترفّعا عن الإيمان (فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) في الأرض من الغرق في الدّنيا والحرق في الآخرة.
١٥ ـ (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً ...) أي علما بالقضاء بين الخلق وبكلام الطير والدوابّ (وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ) أي اختارنا من بينهم بأن جعلنا أنبياء وملوكا ، وبالمعاجز وإلانة الحديد وتسخير الشياطين والجنّ والإنس.
١٦ ـ (وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ ...) أي ورث الملك والنبوّة بأن قام مقامه دون سائر بنيه وهم تسعة عشر. (وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ) القمي عن الصّادق (ع): أعطي سليمان بن داود مع علمه معرفة المنطق بكلّ لسان ومعرفة اللّغات ومنطق الطير والبهائم والسّباع. (وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) إلخ. أي أعطينا من كل شيء يعطى الأنبياء والملوك أو من كل شيء يمكن أن يطلبه طالب لحاجته إليه وانتفاعه به ، وهذا هو فضل الله البيّن الظاهر.
١٧ ـ (وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ ...) إلخ. أي جمع له (فَهُمْ يُوزَعُونَ) يحسبون ويمنعون من التفرّق حين الحركة.
١٨ ـ (حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى ...) إلخ. أي فسار سليمان وجنوده حتى إذا أشرفوا على واد قيل إنه بالطائف أو الشام كثير النمل قالت نملة قيل إنها رئيسة النمل لأخواتها (ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ) قراكم (لا يَحْطِمَنَّكُمْ) إلخ. يدهسكم سليمان وجنوده دون أن يحسّوا بوجودكم.
١٩ ـ (فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها ...) أي تجاوز حدّ التبسّم إلى حدّ الضّحك تعجّبا من حذرها وتحذيرها جنده. (وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ) أي ألهمني وذكرني شكر نعمتك (الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَ) أما النعمة التي أعطاها الله تعالى له فهي نعمة النبوّة والملك وهذا ما كان لأبيه (ع) إضافة إلى إلانته الحديد له وأما ما أنعم به على والدته فهي تزويجها من نبيه (ع) (وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ ...) عطف على أن أشكر (وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ) أي أثبت اسمي مع أسمائهم وقيل إنهم إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ومن بعدهم من النبيين.
٢٠ ـ (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ ...) أي طلب الطير الذي لم يكن في مكانه وكانت الطير إذا جلس على عرشه تظله بأجنحتها من أشعة الشمس. (فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ) إلخ. أي ما بال الهدهد لا أراه هل تأخر عصيانا أم لعذر.
٢١ ـ (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً ...) أي بنتف ريشه وتشميسه أو حبسه مع ضدّه في قفص واحد (أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ) ليعتبر به أبناء جنسه (أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) بحجة تبيّن عذره أو يبين عذره بها.
٢٢ ـ (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ ...) أي فلم يلبث سليمان إلا زمانا يسيرا حتى جاء الهدهد. (فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ) أي خاطب الهدهد سليمان قائلا له : اطّلعت على ما لم تطّلع عليه (وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) سبأ اسم للحيّ أو هو أبوهم : سبأ بن يشجب بن يعرب ، أي بخبر متيقّن لا ريب فيه.