سورة النمل
مكية ، عدد آياتها ٩٣ آية
١ ـ (طس ـ تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ ...) مرّ بيان (طس) وغيرها من الحروف المقطّعات والرموز ، (تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ) إشارة إلى آي السّورة (وَكِتابٍ مُبِينٍ) أي مبيّن للحق من الباطل. والقرآن اسم للكتاب باعتباره مقروءا ، والمبين من الإبانة بمعنى الإظهار.
٢ و ٣ ـ (هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ ...) هدى للمصدقين من الضّلالة إلى الحق ، وبشرى لهم بالثواب والجنة. (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ) يؤدونها في أوقاتها وبحدودها المشروعة (وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ) بتمامها وكمالها ، وإنما خص الصلاة والزكاة بالذكر من بين كل الأعمال الصالحة هنا لكون كل منهما ركنا في بابه فالصلاة فيما يرجع إلى الله تعالى والزكاة فيما يرجع إلى الناس ، وبنحو آخر فالصلاة من أعمال البدن والزكاة من أعمال المال. (وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) لا يشكون فيها.
٤ ـ (إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ ...) تزيين الأعمال يكون إمّا بتخلية الشيطان حتى يزيّنها لهم وإمّا بجعلها مشتهاة لطبائعهم محبوبة لأنفسهم (فَهُمْ يَعْمَهُونَ ...) أي متحيّرون فيها ضلّوا الطريق.
٥ ـ (أُوْلئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ ...) أي العذاب في الدنيا كالقتل أو الأسر والفدية (وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ) فإنهم أشدّ الناس خسرانا لفوات المثوبة واستحقاق العقوبة في جهنم.
٦ ـ (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ ...) أي لتلقّنه وتعطاه (مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ) في أمره (عَلِيمٍ) ذي علم ، بمصالح خلقه.
٧ ـ (إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ ...) أي اذكر يا محمّد قصّة موسى حين قال لامرأته ، وهي بنت شعيب (إِنِّي آنَسْتُ ناراً ...) أبصرت (سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ) أي خبر عن الطريق لأنهم ضلّوا ، (أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ) أي بشعلة مضيئة (لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) لكي تستدفئوا بها.
٨ ـ (فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ ...) أي لما قرب منها خوطب (أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ) أي في مكان النار وهم الملائكة (وَمَنْ حَوْلَها) أي موسى أو الملائكة أو كليهما. (وَسُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) تنزيها له.
٩ ـ (يا مُوسى إِنَّهُ أَنَا اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ...) أي أن الذي يكلمك هو الله الذي لا يقهر المحكم لتدبيره.
١٠ ـ (وَأَلْقِ عَصاكَ ...) ارم عصاك (فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ) تتحرّك (كَأَنَّها جَانٌ) كالجنّ السريع الحركة (وَلَّى مُدْبِراً) كرّ راجعا ، إلى الوراء (وَلَمْ يُعَقِّبْ) لم يرجع (يا مُوسى لا تَخَفْ) من تلك الحيّة (إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ) لأنني معهم أسمع وأرى.
١١ ـ (إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ ...) إلخ. أي رجع بعد ظلم نفسه إلى التوبة والإنابة والعمل الصالح بعد العمل السيّئ فالله غفور لمن تاب رحيم بمن أناب.
١٢ ـ (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ ...) إلخ. هذه آية أخرى زوّده الله بها وقد مر بيانها. (فِي تِسْعِ آياتٍ) أي مع تسع آيات أخر أنت مرسل بها إلى فرعون وقومه (إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ) أي خارجين عن طاعة الله إلى أقبح وجوه الكفر.
١٣ ـ (فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً ...) إلخ. من أبصر الطريق أي استبان أي حججنا ظاهرة واضحة قالوا هذا سحر بيّن.