٧١ ـ (قالَ هؤُلاءِ بَناتِي) : المراد بناته من الصّلب ، أو أراد نساء القوم ، لأن كل نبيّ بمنزلة الأب لأمته (إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ) تريدون قضاء الوطر فتزوّجوهنّ بالحلال.
٧٢ ـ (لَعَمْرُكَ) : أي وحياتك يا محمّد ، (إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) أي في ضلالتهم يتحيّرون فكيف يسمعون النّصح ويقبلون الهداية؟.
٧٣ ـ (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ) : أي فعمّتهم صيحة جبرائيل الهائلة (مُشْرِقِينَ) حين شروق الشمس.
٧٤ ـ (فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها) : صارت منقلبة بهم رأسا على عقب (وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ) مرّ معناه في سورة هود.
٧٥ و ٧٦ ـ (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) : أي ان في قصة قوم لوط وعقابهم الشديد عبرة لمن اعتبر من المتفرّسين الذين ينظرون إلى الأشياء بتعمق (وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ) أي أن هذه المدن بما ظهر فيها من آثار نقمة الله سبحانه لموجودة في طريق ثابت يسلكه الناس أثناء أسفارهم ويرونها.
٧٧ ـ (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ) : أي أن في قصة قوم لوط لعبرة للمصدقين بالله ورسله إذ هم الذين ينتفعون بها دون غيرهم.
٧٨ و ٧٩ ـ (وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ ...) أصحاب الأيكة هم أصحاب الأشجار الملتفة أرسل إليهم وإلى أهل مدين أيضا النبي شعيبا (ع) فكذبه أصحاب الأيكة هؤلاء كما كذبه أهل مدين فكانوا ظالمين بذلك (فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ) أحللنا بهم نقمتنا فأهلكناهم. وكان هلاك أصحاب الأيكة بالظلة وهي الحر الشديد المحرق وأما أهل مدين فأهلكوا بالصيحة. (وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ) يعني سدوم والأيكة ، فهما آيتان موجودتان بطريق واضح يتبع ويهتدى به للساكنين.
٨٠ ـ (وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ) : أي ثمود كذبوا صالحا. وفي تكذيبه تكذيب لجميع الرسل. والحجر واد كان يسكنه القوم بين المدينة والشام فسمّوا باسمه.
٨١ ـ (وَآتَيْناهُمْ آياتِنا ...) أي آتينا أصحاب الحجر الحجج والبراهين الدّالة على صدق المرسلين. ومنها الناقة. (فَكانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ) أي لم يقبلوها ولم يتفكروا فيها.
٨٢ ـ (وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً) : أي يحفرون في الجبال مساكن لهم (آمِنِينَ) مطمئنّين من عدم خرابها وسقوطها عليهم ومن العذاب الذي أوعدهم الرّسل به فيما لو كفروا.
٨٣ ـ (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ) : أي أهلكتهم صيحة جبرائيل (مُصْبِحِينَ) وقت الصبح.
٨٤ ـ (فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ ...) أي ما نفع ودفع عنهم ما كانوا يحصّلون من البيوت المحصنة وازدياد الأموال.
٨٥ ـ (وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ ...) أي ما خلقناهما وما بينهما خلقا عبثا بل لما اقتضته الحكمة (وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ) أي ساعة الجزاء في دار الانتقام سوف تحل فيجازى كلّ بعمله (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) أي فأعرض يا محمد عن مجازاة المشركين وعن مجاوبتهم واعف عنهم عفوا جميلا.
٨٦ ـ (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ ...) للأشياء كلها وبيده أمرك وأمرهم وهو (الْعَلِيمُ) بحالك وحالهم وما فيه صلاحكم.
٨٧ ـ (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي) : المثاني : جمع مثنى ، وقيل المثاني هي القرآن أو آياته. وقيل هي سورة الحمد سميت بذلك كما قيل لأنها نزلت مرتين. وقيل السبع المثاني الطوال من أول القرآن سميت مثاني لأنه ثنى فيها الاخبار والعبر. (وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) تقديره : وآتيناك القرآن العظيم.
٨٨ ـ (لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ) : أي لا تنظر نظر طمع ورغبة وتعظيم إلى ما جعلناه متعة زائلة لأصناف من المشركين فإن ما ينعمون به هم وأهلوهم مستحقر في جانب ما آتيناك من الإسلام والقرآن (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ) إذا لم يؤمنوا بالله ولم يشكروا نعمه وما يصيرون إليه من العذاب (وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) تواضع لمن معك من المؤمنين.
٨٩ ـ (وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ) : أي قل للكفّار مخوفا أنا المنذر لكم بعقاب الله إن كفرتم والمظهر صدق دعواي بالحجج والبراهين.
٩٠ و ٩١ ـ (كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ ...) أي نحن أنزلنا عليك هذا القرآن كما أنزلنا على المقتسمين : وهم اليهود والنّصارى.