حيث الزمن على كل محاولات البشرية في هذا الطريق. وله الكمال والبراءة من العيب والنقص الواضحين في كل محاولات البشرية البائسة القاصرة التي حاولتها في كل تجاربها الكسيحة! وله بعد هذا وذاك صفة النظافة والأمانة والعدل المطلق ، لأن الاحتكام فيه إلى أمر الله الذي لا يشوبه غرض ولا هوى ، ولا يتعلق به نقص أو قصور .. ولكن البشرية البائسة تظلع وتعرج ، وتكبو وتتعثر. وأمامها الطريق الواضح الممهّد المستقيم!).
كلمة في السياق :
١ ـ الآية الثالثة من آيات المحور هي قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) في هذه الآية ذكر الله عزوجل صفات من يرجون رحمته ، وقد ختمت الفقرة التي مرّت معنا بقوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) هناك ذكر من يرجو رحمته وههنا ذكر من يستحقّ رحمته.
٢ ـ جاءت آيات المحور في سياق الأمر بالدخول في الإسلام كله ، والنهي عن اتباع خطوات الشيطان ، وجاءت هذه الفقرة لتذكر بعض أحكام الإسلام لتلتزم ، وبعض خطوات الشيطان لتجتنب.
٣ ـ آيات المحور تتحدّث عن القتال ، وبعض أحكامه ، وفي هذه الفقرة ذكرت الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى اقتتال المؤمنين ، وماذا علينا أن نفعل إذا وجد اقتتال بين المؤمنين.
٤ ـ تحدّثت سورة الفتح عن صفة الرسول صلىاللهعليهوسلم وأصحابه : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ..) (الآية : ٢٩) وجاءت هذه الفقرة والفقرتان بعدها لتتحدّث عما به تدوم الألفة وتستحق الرحمة وعما ينافي أخلاقية أهل الإيمان في علاقاتهم ببعضهم.
٥ ـ تعتمد الحرب ـ إلى حد كبير ـ على دقّة المعلومات ، وسلامة القرار ، والأناة في التعامل ، وكلّ هذه المعاني تضمّنتها الفقرة ، وهذا مظهر من مظاهر ارتباط السورة بمحورها.