ووضع الباطل ، كما فعل تعالى يوم بدر بأوليائه المؤمنين ، نصرهم على أعدائه من المشركين ، مع قلة عدة المسلمين وعددهم ، وكثرة المشركين وعددهم.
كلمة في السياق :
١ ـ نلاحظ أن الفقرة الأولى في هذا المقطع ختمت بقوله تعالى (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً) ثم جاء بعد ذلك مباشرة قوله تعالى (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ..) فالفقرة الثانية تحدثنا عن نموذج لهؤلاء المطيعين لله ورسوله صلىاللهعليهوسلم المستحقين للجنات.
٢ ـ بدأ المقطع الثاني بقوله تعالى (إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً* لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً* إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) وقد جاءت الفقرة الأولى فأرتنا النموذج المنافق الذي لم يعط الرسالة حقها وإن ادعى أنه مع المؤمنين ، ثم جاءت الفقرة الثانية فحدّثتنا عن النموذج القائم بحق الرسالة من إيمان ونصرة وتعظيم ، من خلال الكلام عن الذين بايعوا بيعة الرضوان ، فكانوا نموذجا حقا للمبايعين الصادقين ، وأرانا الله عزوجل ماذا أثابهم في الدنيا على هذا :
١ ـ إنزال السكينة عليهم
٢ ـ الفتح القريب
٣ ـ المغانم الكثيرة التي منها المعجّل ، وهو ما سيعطيه إياهم في خيبر ، ومنها ما بعد ذلك
٤ ـ كف أيدي الناس عنهم ، فلم يؤذوا في أنفسهم ولم يؤذ أهلوهم في المدينة المنورة.
٥ ـ الهداية إلى الصراط المستقيم ، وفي ذلك بشارة لهم أنهم سيوفقون إلى العمل بالإسلام حتى يموتوا عليه.
٦ ـ الغنائم التي لم تكن تخطر ببالهم أنهم يقدرون عليها مما سيفتحه الله عليهم فيما بعد من فارس والروم وغيرهما.
٧ ـ البشارة لهم في كل معركة أنهم منصورون ، وفي ذلك تزكية لهم بأنهم يستحقون