عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) الجواب (بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فهو قادر على البعث وعلى غيره (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِ) أي : يقال لهم ذلك (قالُوا بَلى وَرَبِّنا) فهناك لا يسعهم إلا الاعتراف (قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) أي : بسبب كفركم في الدنيا.
كلمة في السياق :
١ ـ ختم المقطع الأول بقوله تعالى : (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ) وقبل نهاية السورة بآية ورد قوله تعالى : (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلى وَرَبِّنا قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) فبعد جولة من الأمثلة والمذكرات والمواعظ يعود السياق ليستقر على الموقف الذي يناسب المواقف الظالمة.
٢ ـ جاء في المقطع الأول تبشير وإنذار ، وكان الإنذار هو المتأخر ، فجاء المقطع الثاني استمرارا للإنذار الوارد في نهاية المقطع الأول.
٣ ـ نلاحظ أن السورة بدأت بمقدمة هي : (حم* تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ* ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ ..) ثم بدأت السورة تأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم الأوامر الداعية الموجهة : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ... قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شَيْئاً ... قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ ... قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ .. وَاذْكُرْ أَخا عادٍ ...) وبعد هذه الأوامر كلها في إقامة الحجة والإنذار ، يصدر الأمر الأخير لرسول الله صلىاللهعليهوسلم بالصبر كموقف أخير.
(فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ) أي : أولوا الجدّ والثبات والصبر (مِنَ الرُّسُلِ) وهم المذكورون في سورتي الأحزاب والشورى : نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى