وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ (٤٧) فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ (٤٨) لِّلَّـهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ (٤٩) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (٥٠) وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّـهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (٥١))
تفسير المجموعة الأولى من المقطع الثاني
(وَكَذلِكَ) قال ابن كثير : وكما أوحينا إلى الأنبياء قبلك (أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا) أي : واضحا جليا مبينا بلسان العرب (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى) أي : مكة. قال ابن كثير : وسميت أمّ القرى لأنها أشرف من سائر البلاد لأدلة كثيرة مذكورة في مواضعها (وسنذكر بعضها والخلاف في أيهما أفضل هي أو المدينة في الفوائد) (وَمَنْ حَوْلَها) أي : من سائر البلاد شرقا وغربا ، إذ العالم كله حولها وهي قبلته (وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ) أي : يوم القيامة ، إذ يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد (لا رَيْبَ فِيهِ) أي : لا شك في وقوعه ، وأنّه كائن لا محالة. (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) أي : في النار (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً) قال النسفي : أي : مؤمنين كلهم. وقال ابن كثير : أي : إما على الهداية. أو على الضلالة ، ولكنه تعالى فاوت بينهم ، فهدى من يشاء إلى الحق ، وأضل من يشاء عنه ، وله الحكمة والحجة البالغة ، ولهذا قال عزوجل : (وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ) أي : يكرم من يشاء بالإسلام (وَالظَّالِمُونَ) أي : الكافرون (ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍ) أي : شافع