وغشائه والأوعية
الدموية التى تشكل قرارا مكينا يحافظ على حماية الجنين وتغذيته ونموه بقدرة الله.
(اللهُ يَعْلَمُ ما
تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ وَكُلُّ شَيْءٍ
عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ) [الرعد : ٨]
وعند ما تحمل
المرأة يحدث التغيير الأعظم فى الرحم.
فالغشاء المبطن
للرحم يزداد حجمه من نصف مليمتر إلى ثمانية مليمترات. وتنمو الأوعية نموا كبيرا
حتى تصير حلزونية الشكل من فرط طولها (شكل ٧). ويزداد عدد الغدد الرحمية وتصبح على
شكل أنابيب طويلة. وكل ذلك بفضل السيمفونية الرائعة التى تشارك كل أجهزة الجسم فى
عزف نغماتها ، ومنها الهرمونات التى تتحكم فى الأطوار المختلفة أثناء شهور الحمل
التسعة ، مثل الإستروجين والبروجسترون وكذا هرمونات الغدة النخامية.
وهكذا تتهيأ
التربة الخصبة كى تتلقى الزرع والغرس الجديدين. (شكل ٨)
نعم .. إنها تربة
تستعد للحرث والغرس ؛ لكى تنفذ إرادة خالقها القائل (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ
لَكُمْ.) وتنغرس البذرة الجديدة ، فتعلق بجدار الرحم ، (شكل ٩) لتجد
أن غذاءها اللازم لنموها قد توافر فى جدران هذه التربة بالأوعية الدموية وأنابيب
الغذاء.
ويستمر النمو
الهائل للرحم ، فيزداد وزنه من خمسين جراما ، إلى ألف جرام ، ويبلغ حجم ما يحمله
بداخله خمسة آلاف جرام (منها ٣٥٠٠ جرام وزن الجنين عند نهاية الحمل ، و ١٠٠٠ جرام
وزن السائل الأمينوسى المحيط بالجنين ، و ٥٠٠ جرام وزن المشيمة). وينمو الغشاء
المبطن للرحم مكونا طبقة ثخينة تسمى الساقط ، لأنها تسقط مع الأغشية عقب الولادة.
وما إن ينتهى
الحمل ، بالولادة أو السقوط ، حتى يعود الرحم أدراجه خلال فترة النفاس إلى ما كان
عليه ، صغير الحجم لا يتسع لأكثر من مليمترين ، خفيف الوزن لا يزيد عن خمسين
جراما.