واحدا من صور السبق للقرآن الكريم والسنة النبوية لما كان مستقرا عند أهل العلم من غير المسلمين.
وعند ما نستعرض صفحات التاريخ فإننا نجد أمامنا رسما ممتازا لتطور جنين دجاجة من أعمال «فابرسيويس» (١٦٠٤) ، وربما لجنين الدجاجة المتخلق يظهر بوضوح تام (وهى الفلقات التى تعرف اليوم أنها تحتوى على خلايا تولد الجزء الأكبر من الهيكل العظمى للجسم وعضلاته ، وهو رسم ل «مارسيللو مالبيجى» (١٦٧٢) ونشرت فى نفس الوقت تقريبا مجموعة أخرى من الرسوم ، منها بعض صور أجنة الدجاج وأخرى تظهر تخلق الجنين البشرى.
هنا تجدر الإشارة إلى أن فكرة الخلق التام للإنسان من أول مراحله كانت تسيطر فى تلك الفترة على أذهان العلماء ، حيث كانوا يعتقدون أن التخلق الإنسانى ليس إلا زيادة فى الحجم لصورة واحدة تتسع أبعادها بمرور وقت الحمل.
(شكل ٢) شكل يبين الحيوان المنوى
أما نقطة التحول الجذرية فتمثلت فى اختراع المجهر ، وهو الأداة التى توجت تقدم علم الأجنة الوصفى ، وفتحت الطريق أمام ظهور الحقيقة بأكملها. فقد أدى التطور إلى إعلان كل من «هام» و «فان لوفينهوك» اكتشاف الحوين المنوى (١) (شكل ٢) ، وتظهر صورة الحوين المنوى البشرى التى نشرت فى عام ١٠٧١.
ويبدو أن اكتشاف المجهر فى تلك الأثناء لم يكن كافيا لتوضيح تفاصيل تكوين الحوين المنوى ، وترتيبا على ذلك فقد قام العلماء بإكمال الصورة من خيالهم ، وعادوا إلى التعبير عن الفكرة
__________________
(١) الحوين تصغير كلمة الحيوان.