وعند نهاية الأسبوع السادس ، وقبل اليوم الثانى والأربعين ، لا تكون صورة الوجه واضحة أو شبيهة بصورة الإنسان.
وتكون العين والأذن والأعضاء التناسلية الخارجية فى صورة أولية من مراحل تطورها قبل اليوم الأربعين ، وهى لا تعمل ولا تشبه أعضاء الإنسان ، ومع ذلك فإن العين تبدأ تطورها خلال الأسبوع الرابع مع تولد الحويصلة العينية التى تتغلف لتولد الكأس البصرى ، ويحفز هذا تكون العدسة قبل نهاية الأسبوع الخامس. ويتم بعد ذلك تمايز الشبكية ، وظهور الألياف البصرية التى تصل الدماغ لتكوّن التقاطع البصرى.
وتبدأ الأذن الداخلية تطورها ، فى بداية الأسبوع الخامس ، كصفيحة ثخينة من الأديم الظاهر مكونة الصفيحة الأذنية التى سرعان ما تغطس تحت سطح الصماخ السمعى الظاهر لتكوّن الحويصلة الأذنية التى تفقد اتصالها مع السطح لتوّلد الأذن الداخلية ، ولا يكون للأذن فى هذه المراحل الأولية شكل أذن الإنسان.
يتفق هذا الوصف لتطور الحميل مع تعبير (يجمع خلقه) الواردة فى الحديث النبوى الشريف ليصف المظهر الخارجى المتقوس المتجمع ، وكذلك الناحية التشريحية الداخلية ، حيث تكون الأجهزة والأعضاء متجمعة فى حالتها الابتدائية وهى فى كتلة صغيرة ، فيكون الوصف (يجمع خلقه) معبرا عن الناحية التشريحية بدقة.
اختلاف فى فهم الحديث النبوى
فى محاولة فهم الحديث النبوى الشريف السالف ذكره ، وقع خلاف بين علماء المسلمين القدامى فى تحديد مدة النطفة والعلقة والمضغة ، هل هى أربعون يوما لكل منها ، أم أربعون يوما لها جميعا.
فسر بعض هؤلاء العلماء هذا الحديث على أنه يعنى أن النطفة والعلقة والمضغة تتم على التوالى فى فترات طول كل منها أربعون يوما. وفهموا أن عبارة (مثل ذلك) تشير إلى الفترة الزمنية (أربعون يوما) واستنتجوا من ذلك أن المضغة لا تتم إلا بعد (١٢٠) يوما.