قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الأساس في التفسير [ ج ٨ ]

450/694
*

غنى. وقال يحيى : الفقر خير للعبد من الغنى ؛ لأن المذلة في الفقر ، والكبر في الغنى ، والرجوع إلى الله بالتواضع والذلة ، خير من الرجوع إليه بتكثير الأعمال. وقيل صفة الأولياء ثلاثة : الثقة بالله في كل شىء ، والفقر إليه في كل شىء ، والرجوع إليه من كل شىء. وقال الشبلي : الفقر يجر البلاء وبلاؤه كله عز).

٢ ـ بمناسبة قوله تعالى : (وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى) قال ابن كثير : (قال عكرمة في قوله تعالى : (وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها) الآية قال : هو الجار يتعلق بجاره يوم القيامة فيقول : يا رب سل هذا لم كان يغلق بابه دوني ، وإن الكافر ليتعلق بالمؤمن يوم القيامة ، فيقول له : يا مؤمن إن لي عندك يدا ، قد عرفت كيف كنت لك في الدنيا ، وقد احتجت إليك اليوم ، فلا يزال المؤمن يشفع له عند ربه حتى يردّه إلى منزل دون منزله وهو في النار ، وإن الوالد ليتعلق بولده يوم القيامة فيقول : يا بني أي والد كنت لك؟ فيثني خيرا ، فيقول له : يا بنيّ إني قد احتجت إلى مثقال ذرّة من حسناتك أنجو بها مما ترى ، فيقول له ولده ، يا أبت ما أيسر ما طلبت ، ولكني أتخوّف مثل ما تتخوّف فلا أستطيع أن أعطيك شيئا ، ثم يتعلق بزوجته فيقول : يا فلانة ـ أو يا هذه ـ أي زوج كنت لك؟ فتثني خيرا ، فيقول لها : إني أطلب إليك حسنة واحدة تهبيها لي لعلي أنجو بها مما ترين ، قال فتقول : ما أيسر ما طلبت ولكني لا أطيق أن أعطيك شيئا إني أتخوّف مثل الذي تتخوّف ، ويقول الله تعالى : (وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها) الآية ، ويقول تبارك وتعالى : (لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً) [لقمان : ٣٣] ، ويقول تعالى : (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ* وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ* لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) [عبس : ٣٤ ـ ٣٧]. رواه ابن أبي حاتم رحمه‌الله).

٣ ـ وبمناسبة قوله تعالى : (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ) قال النسفي : (أي وما من أمة قبل أمتك. والأمة : الجماعة الكثيرة (وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ) ويقال لأهل كل عصر أمة ، والمراد هنا أهل العصر ، وقد كانت آثار النذارة باقية فيما بين عيسى ومحمد عليهما‌السلام ، فلم تخل تلك الأمم من نذير ، وحين اندرست آثار نذارة عيسى عليه‌السلام بعث محمد عليه الصلاة السلام (إِلَّا خَلا) مضى (فِيها نَذِيرٌ) يخوّفهم وخامة الطغيان ، وسوء عاقبة الكفران ، واكتفى بالنذير عن