به الحقائق.
٨ ـ بمناسبة قوله تعالى : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) قال ابن كثير : (وفي الحديث الذي رواه محمد بن إسحق في السيرة عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال في دعائه يوم آذاه أهل الطائف «أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن يحل بي غضبك ، أو ينزل بي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بالله». الحديث. وعن ابن مسعود قال : إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار ، نور العرش من نور وجهه).
أقول : إن كثيرا من الناس أخطأ فهم كلمة ابن مسعود هذه ، والمهم ألا نفهم أن نور الله كالأنوار المحسوسة ، وأن ننزه الله عن أن يكون شىء من الأشياء بمثابة الجزء من الله ـ تعالى الله عن ذلك ـ قال تعالى : (وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ) (الزخرف : ١٥).
٩ ـ في قوله تعالى : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) تلخيص لكل آداب المسلم مع المساجد ، فأدب المسلم مع المساجد تعظيمها ، وذكر الله فيها ، وبمناسبة هذه الآية قال ابن كثير : (وقد وردت أحاديث كثيرة في بناء المساجد واحترامها وتوقيرها وتطييبها وتبخيرها ، وذلك له محل مفرد يذكر فيه ، وقد كتبت في ذلك جزءا على حدة ، ولله الحمد والمنة. ونحن بعون الله تعالى نذكر هنا طرفا من ذلك إن شاء الله تعالى وبه الثقة وعليه التكلان ، فعن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة». أخرجاه في الصحيحين. وروى ابن ماجه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من بنى مسجدا يذكر فيه اسم الله بنى الله له بيتا في الجنة» وللنسائي عن عمرو بن عنبسة مثله. والأحاديث في هذا كثيرة جدا. وعن عائشة رضي الله عنها قالت : أمرنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ببناء المساجد في الدور ، وأن تنظف وتطيب. رواه أحمد وأهل السنن إلا النسائي ، ولأحمد وأبي داود عن سمرة بن جندب نحوه وقال البخاري : قال عمر : ابن للناس ما يكنهم ، وإياك ، أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس».
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد». رواه أحمد وأهل السنن إلا الترمذي. وعن بريدة أن رجلا أنشد