يضئ.
ومن الأقوال في النص ما ذكره ابن كثير عن الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) رجل صالح لا يهودي ولا نصراني.
فعلى هذين الاتجاهين في التفسير ـ فإن مدد الفطرة إلى القلب لا يستمر إلا إذا وجدت تغذية من رجل صالح ، من لدن محمد صلىاللهعليهوسلم إلى قيام الساعة ، وهذا معنى ينبغي أن يفطن له المربون ، وقد ركز عليه بعض الصوفية إلا أن الكثير منهم خلطه بطامات كثيرة. وقد ذكرنا في بعض كتبنا على ضرورة إحياء رتبة الربانية لاستئناف الحياة الإسلامية.
٤ ـ بمناسبة قوله تعالى (نُورٌ عَلى نُورٍ) قالوا : أي هذا النور الذي شبه به الحق في قلب المؤمن نور متضاعف ، قد تناصر فيه المشكاة ، والزجاجة ، والمصباح ، والزيت ، حتى لم تبق بقية مما يقوي النور ، وهذا لأن المصباح إذا كان في مكان متضايق كالمشكاة كان أجمع لنوره ، كما نرى ذلك في مصابيح السيارة والكشافات ، بخلاف المكان الواسع فإن الضوء ينتشر فيه ، والقنديل أعون شىء على زيادة الإنارة ، كما نرى ذلك في المصابيح الكهربائية ، ونور زيت الزيتون الصافي على غاية من الصفاء والقوة.
وقال السدي في تفسير قوله تعالى (نُورٌ عَلى نُورٍ) قال : نور النار ونور الزيت حين اجتمعا أضاءا ، ولا يضئ واحد بغير صاحبه ، كذلك نور القرآن ، ونور الإيمان حين اجتمعا ، فلا يكون واحد منهما إلا بصاحبه.
وهذا يؤكد تفسيرنا أن الإيمان في القلب هو السراج ، والزيت هو الشريعة ، والعمل بها. قال أبي بن كعب في تفسير قوله تعالى (نُورٌ عَلى نُورٍ :) يتقلب (أي المؤمن) في خمسة من النور ، فكلامه نور ، وعمله نور ، ومدخله نور ، ومخرجه نور ، ومصيره إلى نور يوم القيامة إلى الجنة. فكأنه أراد أن يقول إن المؤمن في نور متضاعف متزايد في حاله كله ، في يومه وغده ، في دنياه وأخراه ، مادام قد اجتمع نور الإيمان ونور القرآن.
٥ ـ لما ضرب الله تعالى مثل قلب المؤمن وما فيه من الهدى والعلم بالمصباح في الزجاجة الصافية ، المتوقد من زيت طيب ، وذلك كالقنديل مثلا ، ذكر محلها وهي