كثير كل هذه الأقوال ، وعدها أربعة ، وكأنه يرجح القول الثالث من هذه الأقوال ، وهذا كلامه : (قال شعبة .. عن ابن عباس رضي الله عنهما : الأيام المعلومات الأيام العشر ، وروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال «ما العمل في أيام أفضل منها في هذه» قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال «ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل يخرج يخاطر بنفسه وما له فلم يرجع بشىء» وفي الباب عن أبي هريرة وابن عمر وعبد الله بن عمرو وجابر (قال ابن كثير) : وقد تقصيت هذه الطرق وأفردت لها جزءا على حدة ، فمن ذلك ما رواه أحمد عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر ، فأكثروا فيهن التهليل والتكبير والتحميد» وروي من وجه آخر عن مجاهد عن ابن عمر بنحوه ، وقال البخاري : وكان ابن عمرو وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما وقد روى أحمد عن جابر مرفوعا أن هذا هو العشر الذي أقسم الله به في قوله (وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ) وقال بعض السلف إنه المراد بقوله : (وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ) وفي سنن أبي داود أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يصوم هذا العشر ، وهذا العشر مشتمل على يوم عرفة الذي ثبت في صحيح مسلم عن أبي قتادة قال : سئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن صيام يوم عرفة فقال «أحتسب على الله أن يكفر به السنة الماضية والآتية» ويشتمل على يوم النحر الذي هو يوم الحج الأكبر ، وقد ورد في حديث «أنه أفضل الأيام عند الله» وبالجملة فهذا العشر قد قيل إنه أفضل أيام السنة ، كما نطق به الحديث ، وفضله كثير على عشر رمضان الأخير لأن هذا يشرع فيه ما يشرع في ذلك من صلاة وصيام وصدقة وغيره ، ويمتاز هذا باختصاصه بأداء فرض الحج فيه ، وقيل ذلك أفضل لاشتماله على ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر وتوسط آخرون فقالوا أيام هذا أفضل ، وليالي ذاك أفضل ، وبهذا يجتمع شمل الأدلة والله أعلم. (قول ثان) في الأيام المعلومات قال الحكم عن مقسم عن ابن عباس : الأيام المعلومات : يوم النحر وثلاثة أيام بعده ، ويروى هذا عن ابن عمر وإبراهيم النخعي ، وإليه ذهب أحمد بن حنبل في رواية عنه. (قول ثالث) : قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا على به المديني حدثنا يحيى ابن سعيد حدثنا ابن عجلان حدثني نافع أن ابن عمر كان يقول : الأيام المعلومات : يوم النحر ويومان بعده ، والأيام المعدودات : ثلاثة أيام بعد يوم النحر ، وهذا إسناد صحيح إليه ، وقال السدي ـ وهو مذهب الإمام مالك بن أنس ـ : ويعضد هذا القول والذي قبله قوله تعالى (عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ) يعني ذكر الله