أى انّ الفاعل هو الصُّورة بواسطة نَفْسِ الكَيفيّة ، والمنفعِل هو المادّة فى الصورة الكيفيّة لا فى نَفْس الكيفيّة.
ودَلَّل الكِندىّ على أنّ الصُّورة التى تفعل فى غير مادَّتها تتوسَّط الكيفيَّة بالماء الحارّ إذا امتزج بالماء البارد انفعَلتْ المادَّة البارِد من الحرارة كما تَنفعل مادّة الحارّ من البرودة وانْ لم يكن هناك صورةٌ مُسَخِّنَة.
والمِزاج امّا مُعتدل ، وليس المراد به المعتدِل المشتَقّ من التّعادل بأنْ تكون المقادير من الكيفيّات المتضادّة فى الممزوج مُتساوية لأنّ هذا هو المعتدِل الحقيقىّ وهذا لا وُجودَ له فى الخارج ، بل المرادُ المعتدِلُ المشتقّ من العَدْلِ فى القِسْمَة بأنْ يكونَ قد تَوفَّر للمُمْتَزِج من العناصر ما يَجِبُ له. وتَعرض له ثمانية اعتبارات هى الاعتدالات الأربعة بالمِقياس الى الدّاخل والخارج. أعنى الاعتدال النَّوعىَّ وهو معروف ، والصِّنْفِىَّ وهو طائفة من التّنوّع ، والشَّخْصِىَّ وهو فرد من الصِّنْف ، والعُضْوِىَّ وهو جُزْء من الشَّخْصىّ.
وأمّا غير المعتدِل فهو امّا فى كيفيّة مثل الحارّ أو البارد أو الرَّطب أو اليابس.
وامّا فى كَيفيّتين وهو امّا حارّ رطب أو حارّ يابس أو بارد رطب أو بارد يابس.
مزر :
المَزْر : الذَّوْق للشَّىء ، شيئا بعد شىء ، كالتَّمَزُّز. المِزْر : نَبيذ الذُّرَة والشَّعير والحِنطة والحُبوب أو نبيذ الذُّرَة خاصّة. ويؤيِّده ما ذكره أبو عُبيد عن ابن عمر أنّه قال : البِتْع : نَبيذ العسل والمِزْر من الذُّرَة ، والسُّكّرمن التَّمر ، والخمر من العِنَب. ويُعْرَف فى البصرة بنبيذ الأرُزّ ، يعرفه سُودانها ، ويَغْلُونه مع الماء الذى