أن تكون للإلحاق ، لأنه ليس فى الأصول شىء على وزنه فيكون هذا ملحقا به ، ولا يجوز أن تكون منقلبة لأن الانقلاب لا يخلو من أن يكون من نفس الحرف ، أو من الإلحاق ، فلا يجوز أن يكون من نفس الحرف ، لأن الياء والواو لا يكونان أصلا فيما كان على أربعة أحرف ، ولا يجوز أن تكون منقلبة من حرف الإلحاق ، لأنه ليس فى الأصول شىء على وزنه يكون هذا ملحقا به ، فإذا بطل هذا ثبت أنه للتأنيث ، وكذلك القول فيمن قصر وقال: زكريا ، ونظير القصر والمد فى هذا الاسم قولهم : الهيجا ، والهيجاء ، قال لبيد :
إذا كانت الهيجاء وانشقّت العصا |
|
فحسبك والضحّاك سيف مهنّد (١) |
لما أعربت الكلمة وافقت العربية ، وقد حذفوا ألف التأنيث من الكلمة فقالوا : يمشى الجيض والجيضيّ (٢) ، فعلى هذا قالوا : زكريا وزكرى ، فمن قال : «زكرىّ» ، صرف ، والقول فيه أنه حذف الياءين اللتين كانتا فى «زكريا» وألحق الكلمة ياء النسب ، يدلك على ذلك صرف الاسم ، ولو كانت الياء فى «زكرى» الياءين اللتين كانتا فى «زكريا» لوجب ألا ينصرف الاسم للعجمة والتعريف ، كما أن «إبراهيم» ونحوه من الأعجمية لا ينصرف ، وانصراف الاسم يدل على أن الياءين للنسب ، فانصرف الاسم ، وإن كان لو لم يلحقه الياء لم ينصرف للعجمة والتعريف ، يدلك على ذلك أن ما كان على وزن «مفاعل» لا ينصرف ، فإذا لحقته ياء النسب انصرف ، كقولك : مدائنى ، ومغافرى. وقد جرت تاء التأنيث فقالوا : «صياقل» فلم يصرفوا ، وألحقوا التاء فقالوا : صياقلة ، فاتفق تاء التأنيث وياء
__________________
(١) ورد البيت في اللسان «عصا» غير منسوب. وانشقت العصا : وقع الخلاف. والواو في «والضحاك» بمعنى الباء وإن كانت معطوفة على المفعول ، لأن المعنى أن الضحاك نفسه هو السيف المهند ، وليس المعنى : يكفيك ويكفي الضحاك سيف مهند.
(٢) يمشي الجيض والجيضىّ : أي يمشي في اختيال وتبختر.