النسب فى هذا ، كما اتفقا فى : رومى وروم ، وشعيرة وشعير ، ولحقت الاسم ياءان ، وإن لم يكن فيه معنى نسب إلى شىء ، كما لم يكن فى : كرسى ، وقمرى ، وثمانى ، معنى نسب إلى شىء.
/ وهذا نظير لحاق التأنيث ما لم يكن فيه معنى تأنيث ، كعرفة وطلحة ، ونحو ذلك. ويدل على أن الياءين فى «زكرىّ» ليستا اللتين كانتا فى «زكريا» أن ياءى النسب لا تلحقان قبل ألف التأنيث ، وإن كانتا قد لحقتا قبل التاء فى «بصرية» لأن التاء بمنزلة اسم مضموم إلى اسم ، والألف ليست كذلك ، ألا ترى أنك تيسر عليها الاسم ، والتاء ليست كذلك. ذكره الفارس فى «الحجة».
ومن ذلك قراءة من قرأ : (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ) (١) على «يفعوعل» «صدورهم» بالرفع. بمعنى : تنطوى صدورهم انطواء. وروى أيضا بالياء «يثنونى» من «اثنونى» مثل «احلونى» كرّرت العين للمبالغة. ومنه : «اخشوشنوا» ، من قول عمر.
وروى عن ابن عباس «ليثنون» بلام التأكيد فى خبر «إن» ، وأراد «تثنونى» على ما مضى ، لكنه حذف الياء تخفيفا. «وصدورهم» كذلك رفع.
وروى عن ابن عباس أيضا «يثنون» ووزنه «يفعوعل» من «الثّن» وهو ما يبس وهش من العشب ، وتكرير العين فيه أيضا للمبالغة ، و«صدورهم» رفع. فاعل بالفعل ، والمعنى : لأن قلوبهم انقادت لهم للاستخفاء من الله تعالى. فأما تشديد النون فلأنه كان فى الأصل «يثنونن» فأدغم ، لأن إظهار ذلك شاذ.
__________________
(١) هود : ٥.