قال أبو على : الوجه فى قولهم ، ما أتانى أحد إلّا زيد ، الرفع ، وهو الأكثر الأشيع فى الاستعمال والأقيس ، فقوته من جهة القياس أن معنى : ما أتانى أحد إلّا زيدا ، وما أتانى إلّا زيد ، واحد ، فكما اتفقوا على : ما أتانى إلا زيد ، إلا الرفع ، وكان : ما أتانى أحد إلّا زيد ، بمنزلته وبمعناه ، اختاروا الرفع مع ذكر «أحد» وأجروا ذلك على : يذر ، ويدع ، فى أن «يذر» لما كان فى معنى «يدع» فتح ، وإن لم يكن فيه حرف حلق. ومما يقوى ذلك أنهم يقولون : ما جاءنى إلّا امرأة ، فيذكّرون حملا على المعنى ولا يؤنثون ، ذلك فيما زعم أبو الحسن ، إلا فى الشعر ، قال :
ترى البحر والآجال يأتى عروضها |
|
فما بقيت إلّا الضّلوع الجراشع |
فكما أجروه على المعنى فى هذا الوضع فلم يلحقوا الفعل علامة التأنيث ، كذلك أجروه عليه فى نحو : ما جاءنى أحد إلّا زيد ، فرفعوا الاسم الواقع بعد حرف الاستثناء ؛ وأما من نصب فقال : ما جاءنى أحد إلّا زيدا ، فإنه جعل النفي بمنزلة الإيجاب ، من حيث اجتمعا ، فى أن كل واحد منهما كلام تام.