ومن ذلك قوله تعالى : (قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً) (٢) ، ف «دينا» محمول على الجار والمجرور ، أي : هدانى دينا قيما. وقيل فيه غير ذلك.
ومثله قوله : (وَجاهِدُوا فِي اللهِ) (٣) ، إلى قوله : (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ) (٤) ، أي: جاهدوا فى دين الله ملة أبيكم ، هو محمول على موضع الجار والمجرور ، أي : هدانى.
وأما قوله : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ) (٥) ، ففى موضع «من» وجهان : الجر على لفظة «الله» ، والحمل على موضع الجار والمجرور ، / أي : كفاك الله ومن عنده علم الكتاب.
وهذا قوله : (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ) (٦) ، يجوز فى موضع «أن» الجر والرفع ، فالجر على اللفظ ، والرفع على موضع الجار والمجرور ، أي : ألم يكف ربك شهادة على كل شىء.
__________________
(١) المائدة : ٦.
(٢) الأنعام : ١٦١.
(٣) الحج : ٧٨.
(٤) الرعد : ٤٣.
(٥) فصلت : ٥٣.