قائمة الکتاب
الباب المتم العشرين : ما جاء في التنزيل من حذف المفعول والمفعولين أمر تقديم المفعول الثاني على المفعول الأول ، وأحوال الأفعال المتعدية إلى مفعوليها وغير ذلك مما يتعلق به
٤٠٥
إعدادات
إعراب القرآن [ ج ٢ ]
إعراب القرآن [ ج ٢ ]
تحمیل
ولا يجوز أن يكون من صلة «شهادة» ، لأنك إن وصلتها بالشهادة فقد فصلت بين الصلة والموصول ، ألا ترى أن الخبر الذي هو «أربع شهادات بالله» يجوز أن يكون من صلة «شهادة أحدهم» فتكون الجملة التي هى «إنه لمن الكاذبين» فى موضع نصب ، لأن الشهادة كالعلم فيتعلق بها «إن» كما يتعلق بالعلم ، والجملة في موضع نصب بأنه مفعول به ، و «أربع شهادات» ينتصب انتصاب المصادر. ومن رفع «أربع شهادات» لم يكن قوله «لمن الكاذبين» إلا من صلة «شهادات» دون «شهادة» ، كما كان قوله «بالله» من صلة «شهادة» ففصلت بين الصلة والموصول.
ومن ذلك قوله : (وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ أَحَداً) (١) ، والتقدير : وأنهم ظنّوا أن لن يبعث الله أحدا كما ظننتم.
وقال الله تعالى : (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً) (٢) ، أي : هزى إليك رطبا تساقط عليك.
فهذه الآي محمول على الفعل الثاني عندنا ، وما يقتضيه الأول مضمر ، وهم يحملون الأول دون الثاني. ويضمرون / الثاني ويفصلون بالثاني بين الأول ومقتضاه :
ومن التقديم والتأخير : (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ. وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ)(٣)، التقدير : فلا أقسم بمواقع النجوم ، إنّه لقرآن كريم. فى كتاب
__________________
(١) الجن : ٧.
(٢) مريم : ٢٥.
(٣) الواقعة : ٧٥ ، ٧٦.