وقول من قال : إن قوله : «فأنّه يضلّه» بدل من «أنّه من تولّاه» كان خطا ، لأن الفاء لا تدخل بين البدل والمبدل منه.
وكذا قول من قال هو تكرير للأول : لا تدخل الفاء بين الاسمين.
وأما قوله : (الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا) (١) فقد قال أبو إسحاق: إن «أن» الأولى نصب / ، اسم «حسب» وخبره ، وموضع «أن» الثانية نصب من وجهين :
أحدهما ـ أن تكون منصوبة ب «يتركوا» ، فيكون المعنى : أحسب الناس أن يتركوا لأن يقولوا ، و «بأن» ، فلما حذف الجر وصل «يتركوا» إلى «أن» فنصب.
ويجوز أن تكون «أن» الثانية العامل فيها «حسب» ، كأن المعنى على هذا ، والله أعلم : أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يؤمنون ، والأول أجود.
قال أبو على : لا يكون بدلا ، لأنه ليس هو الأول ، ولا بعضه ، ولا مشتملا عليه ، ولا يستقيم حمله على وجه الغلط. ولا يكون صفة ، لأن «أن» لا يوصف بها شىء في موضع ولم يوصف هو ، فإذا كان تعلّقه بالحسبان لا يصح ثبت تعلقه بالتّرك.
__________________
(١) العنكبوت : ١ و ٢.