وقيل : على حب المال ؛ فعلى هذا يكون الجار والمجرور في موضع الحال ، أي : آتاه محبّا له.
وأما قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ) (١). أي : على حب الطعام ، ويكون : على حب الإطعام ، ويكون : على حب الله.
ومن ذلك قوله : (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ) (٢).
قيل : معناه : فمن عفى عن الاقتصاص منه ، فاتباع بالمعروف ، هو أن يطلب الوليّ الدية بمعروف ، ويؤدّى القاتل الدية بإحسان ـ عن ابن عباس. فالهاء فى «إليه» يعود إلى «من».
وقوله : «فاتّباع بالمعروف ، أي : فعلى الوليّ اتباع بالمعروف ، وعلى القاتل أداء إلى الولىّ بإحسان. فالهاء فى «إليه» على هذا ل «الوليّ».
وقيل : إن معنى قوله (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ) (٣) بمعنى : فمن فضل له فضل ـ وهو مروى عن السّدّىّ ، لأنه قال : الآية نزلت فى فريقين كانا على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله ـ قتل من كلا الفريقين قتلى ، فتقاصّا ديات القتلى بعضهم من بعض ، فمن بقيت له بقية / فليتبعها بالمعروف ، وليؤدّ من عليه الفاضل بإحسان.
ويكون معنى قوله : (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ) (٤). أي : فمن فضل من قتل أخيه القاتل له شيء.
__________________
(١) الإنسان : ٨.
(٢) البقرة : ١٧٨.
(٣) البقرة : ١٧٨.