والفصل يفارق حكمه
حكم ما كان صفة للأول ، ويفارق أيضا حكم ما كان مبتدأ وخبرا في موضع خبر الأول.
فأما مفارقته
للصفة ، فإن الصفة إذا كانت ضميرا ، لم يجز أن يوصف به غير المضمر.
تقول : قمت أنت ،
ورأيتك أنت ، ومررت بك أنت ؛ ولا يكون صفة للظاهر ، لا تقول : قام زيد هو ، ولا :
قام الزيدان هما.
وليس الفصل كذلك ،
لأنه يدخل بعد الظاهر ، ومفارقة البدل له أنك إذا أردت البدل قلت : ظننتك أنت خيرا
من زيد ؛ وظننته هو خيرا منه.
ومما يفصل بين
الفصل والصفة والبدل : أن الفصل يدخل عليه اللام ، ولا يدخل على الصفة والبدل ،
كما تقول في الفصل : إن كان كذلك لهو الظريف.
وفي التنزيل : (إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ) ، «وإن كنّا لنحن الصّالحين».
فنصب : «الظريف» ،
و «الغالبين» ، و «الصالحين».
وقال الله تعالى :
(وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ
خَيْرُ الرَّازِقِينَ) ، (وَإِنَّا لَنَحْنُ
الصَّافُّونَ) .
__________________