أرفع من هذه الاخوّة
الإسلامية ، وقد سمعت بعض الأحاديث في فصل تعريف الشيعة. ويكفي أن تقرأ هذه
المحاورة بين أبان بن تغلب وبين الصادق ـ عليه السلام ـ من حديث أبان نفسه . قال أبان : كنت أطوف مع أبي عبد الله فعرض لي رجل من
أصحابنا كان سألني الذهاب معه في حاجته ، فأشار إليّ ، فرآنا أبو عبد الله.
قال : يا أبان
إياك يريد هذا؟
قلت : نعم! قال :
هو على مثل ما أنت عليه؟
قلت : نعم.
قال : فاذهب إليه
واقطع الطواف.
قلت : وان كان
طواف الفريضة.
قال : نعم.
قال أبان : فذهبت
، ثم دخلت عليه بعد ، فسألته عن حقّ المؤمن ، فقال : دعه لا تردّه! فلم أزل أرد
عليه حتّى قال : يا أبان تقاسمه شطر مالك ، ثم نظر إليّ فرأى ما داخلني ، فقال :
يا أبان أما تعلم أنّ الله قد ذكر المؤثرين على أنفسهم؟ قلت : بلى! قال : إذا أنت
قاسمته فلم تؤثره ، إنّما تؤثره إذا أنت أعطيته من النصف الآخر!
(أقول) : إنّ
واقعنا المخجل لا يطمعنا أن نسمّي أنفسنا بالمؤمنين حقّا. فنحن بواد وتعاليم
أئمتنا ـ عليهم السّلام ـ في واد آخر. وما داخل نفس أبان يداخل نفس كل قارئ لهذا
الحديث ، فيصرف بوجهه متناسيا له كأنّ المخاطب غيره ، ولا يحاسب نفسه حساب رجل مسئول.
__________________