وقد طالعت كتاب
الترجمان ـ رحمهالله ـ وقال في القاعدة
الخامسة من كتابه في الرد على النصارى ، وذكر مثل هذا.
وإني أعطيت دراهم
سنين عديدة في بروات الغفران ، معتقدا في كفرهم ، ولكن كانوا يطلبون لكل واحد
براءته بعد أيام الصيام مكتوب فيها أن فلانا استقر للقسيس الفلاني بذنوبه ، وأنه
غفر له ، ويعلم براءته ، وإن لم تكن له البراءة ، يحكم فيه .
وأما راهب مصر ،
كان يقرأ بالعربية ، وكان عنده القاموس بالعربية والعجمية. وقد التقيت به من أجل
كتاب تعديل الكواكب ، فنعرف منه في أي يوم تكون الوقفة بعرفة ، وغير في أيام
الأهلة ، وإن لم يكن العمل بقول المنجمين في الأهلة إلا بالرؤية للهلال ، فلا يضر
النظر في ذلك ، وسألني الراهب عن اعتقادنا في الجنة : هل فيها أكل ، وشرب؟ قلت له
: نعم فيها ذلك وأكثر من ذلك كما شهد به الإنجيل الذي عندكم ، لأن سيدنا عيسى عليهالسلام قال لتلامذته : إني لا أشرب من عصير هذه الكرمة إلى ذلك
اليوم الذي أشربه معكم في ملكوت أبي ، وفي موضع آخر في الإنجيل في ملكوت الله. قال
الراهب : ليس ذلك الكلام على ظاهره ، ونكر ذلك أشد الإنكار ، كما هو في اعتقادهم
وأما قول سيدنا عيسى عليهالسلام في ملكوت أبي ، فلا يفهم منه أنه يعتقد أنه أبوه حقيقة ،
والمراد بذلك أن أباه هو الذي أخرجه من العدم إلى الوجود ، كما لغيره في أكثر من عشرة
مواضع من الإنجيل الأول في معنى العبادة في شهادة
__________________