السموات والأرض بخمسين ألف سنة ، وكان عرشه على الماء» وروى البخاري في تفسير هذه الآية .. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «قال الله عزوجل : أنفق أنفق عليك». وقال : «يد الله ملأى لا يغيضها نفقة ، سحاء الليل والنهار» وقال : «أفرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه ، وكان عرشه على الماء ، وبيده الميزان يخفض ويرفع».
وروى الإمام أحمد عن أبي رزين العقيلي قال : قلت : يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال : «كان في عماء ما تحته هواء ، وما فوقه هواء ، ثم خلق العرش بعد ذلك». وقد رواه الترمذي في التفسير ، وابن ماجه في السنن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن وقال مجاهد : (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ) قبل أن يخلق شيئا ، كذا قال وهب بن منبه وضمرة وقتادة وابن جرير وغير واحد. وقال قتادة في قوله (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ) ينبئكم كيف كان بدء خلقه قبل أن يخلق السموات والأرض ، أقول : (ما) في قوله (ما فوقه هواء وما تحته هواء) نافية أي ليس معه شىء.
كلمة في السياق :
١ ـ قلنا : إن محور سورة هود عليهالسلام هو قوله تعالى (يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) وقد رأينا أن هذا المقطع بدأ بتقرير أن هذا القرآن أحكم وفصل من أجل عبادة الله واستغفاره ، وسيأتي الآن مقطع ثان فيه ثلاث قصص لأنبياء دعوا قومهم إلى عبادة الله هم : نوح ، وهود ، وصالح.
٢ ـ لقد فصل المقطع الذي مر معنا في كثير من مضامين العبادة ومظاهرها ، كما بين لنا الكثير مما تقتضيه العبادة لله في العسر واليسر وفي كل حال.
٣ ـ وصف القرآن الذي أنزل داعيا إلى العبادة والاستغفار بأنه نذير وبشير ، وقد رأينا في المقطع نماذج على نذارته وبشارته ، وسنرى في المقطع الثاني إنذارات وبشارات من خلال عرضه لقصص الأنبياء ومواقف أقوامهم منهم ، وما آل إليه أمر المرسلين وأمر المكذبين.
٤ ـ ومن خلال ما مر وسيمر تتعمق قضية العبادة والاستغفار.