الله صلىاللهعليهوسلم : «إن الله لم يفرض الزكاة إلا ليطيب بها ما بقي من أموالكم ، وإنما فرض المواريث من أموال تبقى بعدكم» قال : فكبر عمر ثم قال له النبي صلىاللهعليهوسلم : «ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة التي إذا نظر إليها سرته ، وإن أمرها أطاعته ، وإذا غاب عنها حفظته». ورواه الحاكم ، وقال صحيح على شرطهما.
ج ـ روى الإمام أحمد ... عن حسان بن عطية قال : كان شداد بن أوس رضي الله عنه في سفر فنزل منزلا فقال لغلامه : ائتنا بالشفرة (١) نعبث بها ، فأنكرت عليه ، فقال : ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت إلا وأنا أخطمها (٢) وأزمها غير كلمتي هذه فلا تحفظوها علي واحفظوا ما أقول لكم : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إذا كنز الناس الذهب والفضة فاكنزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات في الأمر ، والعزيمة على الرشد ، وأسألك شكر نعمتك ، وأسألك حسن عبادتك ، وأسألك قلبا سليما ، وأسألك لسانا صادقا ، وأسألك من خير ما تعلم ، وأعوذ بك من شر ما تعلم ، وأستغفرك لما تعلم ، إنك أنت علام الغيوب».
٣ ـ وبمناسبة قوله تعالى : (يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ ..) ننقل هذه النقول :
أخرج ابن جرير .. عن ثوبان أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يقول : «من ترك بعده كنزا مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يتبعه ويقول : ويلك ما أنت؟ فيقول : أنا كنزك الذي تركته بعدك ، ولا يزال يتبعه حتى يلقمه يده فيقضمها ، ثم يتبعها سائر جسده». وأصل هذا الحديث في الصحيح .. عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وفي صحيح مسلم ... عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا جعل له يوم القيامة صفائح من نار ، فيكوى بها جنبه وجبهته وظهره ، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، حتي يقضى بين الناس ، ثم يرى سبيله ، إما إلى الجنة ، وإما إلى النار». وذكر تمام الحديث. وروى البخاري في تفسير هذه الآية .. عن زيد بن وهب قال : مررت على أبي ذر بالربذة فقلت : ما أنزلك بهذه الأرض؟ قال : كنا بالشام فقرأت (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) فقال معاوية : ما هذه فينا ، ما هذه إلا في
__________________
(١) الشفرة : هي التي ترضي بأقل النكاح.
(٢) أي أحترز فيما أقول وأحتاط.