____________________________________
أشار إلي أنّهم (ع) في جميع أحوالهم وأطوارهم ومراتبهم ومقاماتهم وشئونهم وكيفياتهم وظهوراتهم وتجلياتهم وتنقلاتهم مستحقوق للصلوات والتحيات من خالقهم وبارئهم فإنّهم في جميع هذه الحالات لا يزالون عارجين معارج القرب ، سالكين مسالك الجذب ، متقرّبين إلي بساط الديمومية ، بوسائل العبودية الكاملة كما قال (ع) في دعائه يوم عرفة : «وأنا أشهدك يا إلهي بحقيقة إيماني ، وعقدعزمات يقيني ، وخالص صريح توحيدي ، وباطن مكنون ضميري ، علائق مجاري نور بصري» الخ اه فأشار بقوله : «عليكم» إلي مقام حقيقتهم المقدسة ومرتبة نورانيتهم العالية التي لم تلد ولم تولد ، ولم يعرفها غير الله أحد ، لكونها أوّل ما خلق الله في عالم الإبداع كما قال نحن صنائع الله ، وهذا هو المقام المشار إليه بقوله : «لولاك لمّا خلقت الأفلاك» وقد كان النبي (ص) يعنيه في صلوته بقوله : «أشهد أن محمداً عبده ورسوله» وبقوله : «السلام عليك أيّها النبي» وإلي هذا المقام أشار أمير المؤمنين (ع) بقوله» «أنا ذات الذوات» الخ وبقوله : «أنا المعني الذي لا يقع عليه اسم ولا شبه».
قوله : «وعلي أرواحكم» يمكن أن يراد بها نفوسهم القدسية ، وأن يراد بها عقولهم الشريفة وهم وان أتّحدوا في هذا المقام أيضاً ولكن الجمع بإعتبار تعدّد إليها كل البشريّة واختلاف المظاهر الجسمانيّة ، وذلك لا يوجب النعدّد في أصل الروح كالصورة المرئية ف مرايا متعددة
وما الوجه ذلّا واحد غيرانه |
|
إذا أنت عدّدت المرايا تعددا |