____________________________________
لنا اي يرضي بحكمنا ولا يكون حرباً علينا اه أو مسلّم كما في الجامعة :
«وقلبي لكم مسلّم ورأيي لكم متبع» والمعنيان متقاربان إذ المراد إنّه لا إعتراض لقلبي علي أفعالكم ولا عداوة فيه لكم لأنّي أعلم أنّكم أولياء الله وعباده المكرمون الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعلمون وفيه إشارة إلي ما أشّرنا إليه من وجوب التسليم لهم عليهم السلام كما قال تعالي «وسلموا تسليماً» وإلي أن التسليم لا يكون إلّا بالقلب فلا يجدي مجرد الدعوي باللسان.
كيف وقد روي عن الصادث عليه السلام إنّه قال بينا أمير المؤمنين (ع) في مسجد الكوفه إذ أتاه رجل فقال يا أمير المؤمنين : إنّي لاحبك قال ما تفعل قال والله إنّي لاحبك قال ما تفعل قال بلي والذي لا إليه إلّا هو قال والله الذي لا إله إلّا هو ما تحبني فقال يا أمير المؤمنين (ع) إنّي أحلف بالله إنّي أحبّك وأنت تحلف بالله ما أحبك والله كأنّك تخبرني أنّك أعلم بما في نفسي فغضب أمير المؤمنين فرفع يده إلي سماء وقال كيف يكون ذلك وهو ربّنا خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ثمّ عرض علينا المحب من المبغض فوالله ما رأيتك فيمن أحبنا فأين كنت اه.
وقريب منه أخبار آخر مروية في بصائر الدرجات في باب أن أمير المؤمنين (ع) عرف ما رأي في الميثاق والمراد بالقلب هو اللمعة النورانية الملكوتية التي بها يدرك حقايق الأشياء ، ويعرف لطائف الأسرار لا نفس الجسم الصنوبري المودع فيه هذه القوة الملكوتية كالبصر المودع فيه القوة الباصرة ، وإن شئت قلت : إنّه العقل الذي يعبد به