ولعن الله أمّة سمعت بذلك فرضيت به.
____________________________________
وفي الكلام تصريح بمار صار من الضروريات من كونه عليه السلام مقتولا فلا يلتفت إلي مازعمه بعض الملاحدة من أنّه لم يقتل ولكنّه شبّه به كما شبّه بعيسي (ع) وفي العيون أن جميع الأئمّة الأحد عشر بعد النبي صلي الله عليه وآله قتلوا منهم بالسيف ، وهو أمير المؤمنين والحسين (ع) والباقون قتلوا بالسم قتل كل واحد منهم طاغوت زمانه ، وجري ذلك عليهم علي الحقيقة والصحة لا كما تقوله الغلاة والمفوضة ـ لعنهم الله ـ فإنّهم يقولون إنّهم لم يقتلوا علي الحقيقة وإنّه شبّه علي الناس أمرهم ، فكذبوا ـ عليهم غضب الله ـ فإنّه ما شبّه امر احد من أنبياء الله وحججه للناس الا امر عيسي بن مريم وحده ، لأنّه رفع من الأرض حياً وقبض روحه بين السماء والأرض ثمّ رفع إلي السماء وردّ عليه روحه الخ وقريب منه ما في الإحتجاج
ولعن الله أمّة سمعت بذلك فرضيت به.
المشار إليه بذا هو القتل والظلم ، والكفاف حرف الخطاب يبين به حال المخاطب من الأفراد والتثنية والجمع والتأنيث والتذكير ، ولذا يختلف إسم الإشارة مع هذا الحرف ، فيقال ذلكم وذالكما ، وإنّما أستحق الراضي لللعن مع عدم صدور الظلم منه ، لأن رضاه كاشف عن سوء سريرته وشقاوة باطنه بالنسبة إلي أهل البيت فيكون عدواً لهم بحيث لو قدر علي الظلم لكان ظالماً لهم فلا يكون مسلما كيف؟ وشرط الإسلام محبة الأئمّة الأعلام كما دل كثير من الأخبار وشهد به سليم الذوق والإعتبار ، وهذا هو السر في قتل القائم (ع) من ذراري الأعداء مالا يحصي لكونهم راضياً بما فعل آبائهم.