____________________________________
وروي إنّه رجل للصادق عليه السلام يابن رسول الله إنّي عاجزٌ ببدني عن نصرتكم ، ولست أملك الا البرائة من أعدائكم واللعن عليهم فكيف حالي؟ فقال له (ع) : حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عن رسول الله قال من ضعف عن نصرتنا أهل البيت ، ولعن في خلواته أعدائنتا بلّغ الله صوته جميع الأملاك من الثري إلي العرش ، فكلّما لعن هذا الرجل أعدائنا لعناً ساعدوه فلعنوا من يلعه ، ثمّ ثنوه فقالوا : اللهم صلي علي عبدك هذا الذي قد بذل ما في وسعه ، ولو قدر علي أكثر منه لفعل ، فإذا النداء من قبل الله قد أجبت دعائكم وسمعت تدائكم وصليت علي روحه في الأرواح وجعلته عندي من المصطفين الأخيار اه.
ثمّ هذا اللعن لا يختصّ بمن صدر عنه القتل والظلم فعلا بل يجري في كل من هيأ أسباب ذلك وأسّس أساس الظلم والجور من أوّل الأمر ، وهم الغاصبون لحق علي (ع) في يوم سقيفة ، ولذا وردانه المقتول يوم الإثنين ، وبيانه : إنّهم طرحوا في أراضي قلوب الجاهلين بذور الكفر والنفاق ، واثبتوا فيها عروق أشجار الضلالة والشقاق ، فأثمرت المعاداة لأهل بيت النبوة والإعراض عن منهجهم وطريقتهم السنية ، فصنعوا ما صنعوا فظلموا حقّ العترة «وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٌ ينقلبون» فلعن الله أمّة أسّست أساس الظلم والجور عليكم أهل البيت ، ولعن الله أمّة دفعتكم عن مقامكم ، وأزالتكم عن مراتبكم التي رتّبكم الله فيها ولعن الله أمّة قتلتكم ، ولعن الله الممهدين لهم بالتمكين من قتالكم.