____________________________________
وبالجمله هذا المقام فوق الإدراك وكفاك شاهداً حديث «ل. لاك لما خلقت الأفلاك» وبيان حقيقة المحبة وعلاماتها ، وساير ما يتعلّق بها لايسعه هذا المختصر ، ومن أراد الاطلاع علي ذلك كلّه فليطالع كتاب إحياء العلوم للغزالي فلنقصر في المقام علي ما في كتاب مصباح الشريعة. قال الصادق عليه السلام : حبّ الله إذا أضاء علي سر عبد اخلاه عن كل شاغل وكل ذكر سوي الله ، والمحب أخلص الناس سراً لله ، وأصدقهم قولاً وأوفاهم عهداً وأزكيهم عملا ، وأصفاهم ذكرا ، وأعبدهم نفساً تتباهي الملائكة عند مناجاته وتفتخر برؤيته وبه يعمر الله بلاده ، وبكراماته يكرم عباده ، يعطيهم إذا سألوا بحقه ، ويدفع عنهم البلايا برحمته فلو علم الخلق ما محله عند الله ومنزلته لديه ما تقربوا إلي الله إلّا بتراتب قدميه.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام حبّ الله نار الله ، لا تمر علي شييء الا احترق ، ونور الله لا يطلع علي شييء الا اضاء ، وسحاب الله ما ظهر من تحته شييء الاغطّاه ، وريح الله ينبت منها كلشييء ، فمن أعطاه كلشيء من الملك والملكوت. قال النبي (ص) : إذا أحبّ الله عبداً من أمّتي قذف في قلوب أصفيائه وأرواح ملائكته وسكان عرشه محبته ليحبوه ، فذلك المحب حقاً طوبي له ثمّ طوبي له وله عند الله شفاعة يوم القيمة. وفيه أيضاً قال الصادق (ع) الحب في الله محب الله والمحبوب في الله حبيب الله لأنّهما لا يتحابان إلّا في الله إلي أن قال : وقال أمير المؤمنين (ع) : ان أطيب شييء في الجنة والذّه حبّ الله. والحب في الله والحمد لله ،