____________________________________
وانموزجاً للعالم
الأكبر وخمر طينته بيده أربعين صباحاً ، واسجد له ملائكته وعلمه الأسماء كلها إلي
غير ذلك من المزايا والفضائل التي يطول المختصر بذكرها فهؤلاء الستة جامعون لجميع
الكمالات الروحانية متصفون بجميع الصفات الربانية ، والباقون من فروعهم ورشحاتهم
ورعاياهم ، فهم (ع) أصول النبوة وأركان الرسالة والباقون فروعها واغصانها وأوراقها
، وان أشترك الكل في أصل النبوة كما قال : «لا نفرق بين أحد من رسله».
قال بعض العارفين : إعلم إنّ الأنبياء
في مرتبة النبوة وذروتها علي درجة واحدة ، غير أنّهم علي تفاوت في وقت قبولها ،
فمنهم من تنبّأ في منامه ومنهم من تنبّأ في يقظته ، وكلهم في النبوة سواء لأنّ
النبوة كمال علم حصل من وحي الله في نفس عبد كامل هو في وقته أعقل عصره ، وتلك
النبوة التي هي نور العقل الأوّل ضوء كلمة الله العليا ، خلقه من الله لجميع
الأنبياء ، ثمّ إنّ الأنبياء في مراتب الرسالة وكيفيات الرسالات وكميات المقالات
متفاوتة إذ لكل واحد منهم خاصية يميّز بها عن غيره كما كان الكلام لموسي ، والخلة
لإبراهيم والكلمة لعيسي والرؤية لمحمد (ص) وأعني بذلك إن كل واحد منهم إشتهر
بخاصية انضافت تلك الخاصية بذاته ، حتّي سمّي الناس له باسم تلك اخاصية كما قيل
موسي كليم الله وإبراهيم خليل الله ، وقد كان إبراهيم كليم الله كموسي وموسي خليل
الله كإبراهيم ، لكن صار الكلام لموسي خاصة ذاته وباقي المراتب نال بتبع الكلام ،
وكذا إبراهيم وسائر الأنبياء فكلهم في النبوة لقبول الوحي واستعداد النفوس لقبول
ضوء الوحي