الظلم والجور عليكم أهل البيت ، ولعن الله أمّة دفعتكم عن مقامكم ، وازالتكم عن مراتبكم التي رتبكم الله فيها ، ولعن
____________________________________
أساس الظلم أي بنت بنيانه ، وأهل البيت تصح أمّا علي النداء أو علي الإختصاص كما في قوله تعالي : ليذهب عنكم رجس أهل البيت.
ولعن الله أمّة دفعتكم عن مقامكم وازالتكم عن مراتبكم التي رتبكم الله فيها.
ان قيل : كيف يمكن دفعهم عن مقامهم الذي جعله الله لهم وازالتهم عن مرتبتهم التي قررها لهم وقد بلغ الله بهم أشرف محل المكرمين وأعلي منازل المقربين ، وأرفع درجات المرسلين حيث لا يلحقه لاحق ولا يفوقه فائق ، ولا يسبقه سابق ، ولا يطمع في إدراكه طامع ، قيل عليه لم يعن بالمقام والمرتبة مقام قربهم ومرتبة ولا يتهم واستحقاقهم للإمامة والخلافة ، فإن ذلك مما يمتنع سلبه عنهم ، بل المراد ما ينبغي لهم بحسب الصورة والظاهر من الخلافة الظاهرية والسلطنة الصورية ، ليطابق الظاهر الباطن ، ويوافق الصورة الباطن فقوله : «رتّبكم الله فيها فيها» اي بالأمر والتكليف دون الجعل والتقدير يعني أمر الله الناس بأن يرتبو كم في هذه المرتبة ، ويجعلونكم أئمة هداة يهتدون بكم ، ويقتدون بآثاركم ، ويطيعون أوامركم كما قال : اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم.
وقد وصي رسول الله امته بذلك كله فخالفوه فبدلوا دينه وغيروا سنّته فجعلوا هذا المقام لاعداء ذريته رغبة عن مرضاة الله ، وحرصاً علي