ضَلُّوا ضَلالاً بَعِيداً (١٦٧) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً (١٦٨) إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً (١٦٩) يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً (١٧٠))
كلمة في المقطع :
قلنا إن محور سورة النساء هو الآيات الخمس بعد المقدمة من سورة البقرة والتي من جملتها : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ* فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ.)
وفي هذه الآيات تقرير أن الله أوحى لمحمد صلىاللهعليهوسلم كما أوحى لغيره من الرسل عليهم الصلاة والسلام ، وأن الله يشهد بما أنزل على محمد ، لاحظ الصلة بين قوله تعالى في سورة البقرة (وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ) وبين (لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ) وأن الكافرين الذين يصدون عن سبيل الله قد ضلوا ، وأن الله لن يهديهم إلا إلى النار. ثم ختم المقطع بالتبيان للناس جميعا أن الرسول قد جاءهم بالحق من ربهم وأن عليهم أن يؤمنوا.
إن الصلة بين المقطع ، وبين محور السورة من سورة البقرة لا يكاد يخفى.
المعنى العام :
يخبر الله ـ عزوجل ـ في هذا المقطع ، أن إنزال الوحي على محمد صلىاللهعليهوسلم ليس بدعا ، بل أوحى إليه كما أوحى إلى الرسل من قبله ، وعدد أسماء بعض من أوحي إليه من الرسل. وأن إنزاله الكتاب إلى محمد صلىاللهعليهوسلم ليس بدعا ، فقد أنزل كتبا من قبل ، منها