قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الأساس في التفسير [ ج ٢ ]

47/605
*

مخالفته ، وسطوته وعذابه لمن والى أعداءه وعادى أولياءه. ثم أن إليه المرجع والمنقلب ليجازي كل عامل بعمله.

المعنى الحرفي :

(قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ.) أي : قل يا الله ، يا مالك الملك. (تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ ، وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ.) أي : تعطي من تشاء ما قسمت له من الملك وتنزعه ممن تشاء (وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ) بإعطائه الملك والجاه (وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ) بنزع الملك والجاه منه. (بِيَدِكَ الْخَيْرُ) تؤتيه من تشاء ، وتمنعه عمن تشاء (إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.) ولا يقدر على شىء أحد غيرك إلا بإقدارك. (تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ ، وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ) الإيلاج : إدخال الشىء بالشىء ، أي تأخذ من طول هذا فتزيده في قصر هذا فيعتدلان ، ثم تأخذ من هذا في هذا فيتفاوتان ، ثم يعتدلان ، وهكذا في فصول السنة ربيعا وصيفا ، وخريفا وشتاء. (وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ.) أي : تخرج المؤمن من الكافر ، والكافر من المؤمن ، والحياة من الأرض ، وتميت الأحياء. (وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ.) أي : تعطي من شئت من المال ما لا يعده ولا يقدر على إحصائه حتى لا يعرف عدده ومقداره. وإن كان معلوما عند الله تعالى.

(لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) هذا نهي للمؤمنين ، أن يوالوا الكافرين لقرابة أو صداقة ، أو منفعة ، أو رغبة ، أو رهبة.

وأفاد قوله : (مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) بأن للمؤمنين في موالاة بعضهم مندوحة عن موالاة الكافرين ، فلا يؤثرون عليهم. (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ) أي ومن يوال الكفرة فليس من ولاية الله في شىء ، لأن موالاة الولي وموالاة عدوه متنافيان. (إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً) قال ابن كثير : أي إلا من خاف في بعض البلدان والأوقات من شرهم ، فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه ونيته كما قال البخاري عن أبي الدرداء أنه قال : «إنا لنبش في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم» وقال البخاري ، قال الحسن : التقية إلى يوم القيامة. وقال النسفي في معنى الاستثناء : «إلا أن تخافوا من جهتهم أمرا يجب اتقاؤه ، أي إلا أن يكون للكافر عليك سلطان فتخافه على نفسك ومالك فحينئذ يجوز لك إظهار الموالاة وإبطان العداوة» (وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ) أي يحذركم نقمته في مخالفته ، وسطوته وعذابه لمن والى أعداءه ، وعادى أولياءه. (وَإِلَى