ط ـ وذكر ابن كثير حديثا عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا كان يوم القيامة نادى مناد يقول : أين العافون عن الناس ، هلموا إلى ربكم ، وخذوا أجوركم ، وحق على كل امرىء مسلم إذا عفا أن يدخل الجنة».
٣ ـ وبمناسبة قوله تعالى : (ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ) نذكر هذه الأحاديث :
أ ـ روى الإمام أحمد وغيره ، والحديث حسن عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«ما من رجل يذنب ذنبا ، فيتوضأ ، ويحسن الوضوء ـ قال مسعر ـ فيصلي ـ وقال سفيان ـ ثم يصلي ركعتين فيستغفر الله ـ عزوجل ـ إلا غفر له».
ب ـ وروى الإمام أحمد عن أبي سعيد عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «قال إبليس : يا رب وعزتك لا أزال أغوي بني آدم ما دامت أرواحهم في أجسامهم فقال تعالى : «وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني».
ح ـ روى الإمام أحمد أن النبي صلىاللهعليهوسلم أتي بأسير فقال : «اللهم إني أتوب إليك ولا أتوب إلى محمد فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : عرف الحق لأهله».
د ـ وروى أبو يعلى في مسنده وغيره ، والحديث حسن عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «وما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة» ولذلك قالوا : لا كبيرة مع الاستغفار ، ولا صغيرة مع الإصرار.
ه ـ وروى الإمام أحمد عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «ارحموا ترحموا ، واغفروا يغفر لكم ، ويل لأقماع القول ، ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون».
و ـ وبمناسبة قوله تعالى (وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا) يقول الألوسي :
ثم إن في هذه الآيات ـ على ما ذهب إليه المعظم ـ دلالة على أن المؤمنين ثلاث طبقات : متقين ، وتائبين ، ومصرين ، وعلى أن غير المصرين تغفر ذنوبهم ، ويدخلون الجنة ، وأما أنها تدل على أن المصرين لا تغفر ذنوبهم ولا يدخلون الجنة كما زعمه البعض فلا ، لأن السكوت عن الحكم ليس بيانا لحكمهم عند بعض ، ودال على المخالفة عند آخرين ، وكفى في تحقيقها أنهم مترددون بين الخوف والرجاء ، وأنهم لا يخلون عن تعنيف أقله تعييرهم بما أذنبوه مفصلا ـ ويا له من فضيحة ـ وهذا ما لا بد منه على ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة ، وحينئذ لم يتم لهم المغفرة الكاملة كما للتائبين ، على