وأسهمت في الآداب
بجميع مفاهيمها وكذلك الفنون بكل محتوياتها وأغراضها. هذا بالإضافة إلى التوسع في
التعبير عن أسماء المخترعات والمستجدات والمبتكرات والآلات ومسميات كل الأوليات
وتوابعها وكل ما أشرقت عليه الشمس وغابت في كل أنحاء الكون بأسره ، المياه وما
تحتها والفضاء وما يكتنفه والأرض وما تحتويه.
فما هو هذا الحرف
المخلوق العجيب الذي نحسبه صامتا ولكنه في حقيقة الأمر ناطق واع مدرك لواجباته
المكلف بها ومؤدّ للوظائف التي خصص لها ، والإنسان يحس بصوته ويتذوق نغمته ويشعر
فعاليته ومدى الحاجة إليه ويتفهم معانيه ويشخص رسمه وشكله .. الخ فما هو إذا هذا
المخلوق العجيب صاحب تلكم الإمكانيات والقابليات الخطيرة. وأي صنف من أصناف
المخلوقات هو؟ هل هو جماد لا يعقل ولا يدرك ولا يحس ، إن العقل يقطع أن الحرف هذا
من صنف الفئات العاقلة المدركة الفعالة الموهوبة المكلفة المؤدية لوظائفها بإخلاص
وإتقان وقوانين خاصة ولكنه ليس من صنف النبات ولا الحيوان لأنه لا يأكل ولا يشرب
ولا يزرع ولا يتغذى ، ولا هو مخلوق من الأصناف المادية التي تولد وتعيش وتموت ،
والعقل يقطع أنه ليس كذلك أيضا ، إذ ليس في خصائصه صفة تلكم المخلوقات. إذا ما هو
هذا المخلوق العجيب الغريب الحرف الذي لم يتوصل الكثيرون من العلماء والفلاسفة إلى
معرفة كنهه وسره على الرغم من كونه مادة حياة الإنسانية وسر بقاء الوجود في
المعمورة ... الخ.
إن العقل يؤمن أن
الحروف أمة من الأمم التي خلقها الله سبحانه ولكنها من نوع خاص له خصائص ومميزات
وواجبات ووظائف لا تتصف بها الأمم الأخرى وحياته غير حياة الأمم الأخرى ومادته
غيرها ـ فالحروف مخلوقة من قبل الله سبحانه تماما كالإنسان والجن والحيوان والنبات
والجماد ، وكما أن