١٢ ـ أحراز ورقاع وأدعية آل البيت (عليهمالسلام)
تكلمنا في الأقباس المتقدمة عن الحروف وأسرارها وآثارها بحسب ما ذكره علماء الحروف ، وليس منا من لا يعلم أن اللغة أية لغة إنما هي حروف مركبة ، يضم بعضها إلى بعض فتتشكل الكلمات والجمل والمعاني والعبارات والأدعية والرقاع والأحراز ، ويتم فيها التفاهم بين الناس وكتاب سائر العلوم والفنون .. الخ. فالحروف هي الأساس وهي الأصل ، ولكن هناك فوارق كبيرة بين النمطين ، فأسرار وآثار الحروف التي تناولتها بعض الأقباس التي أسلفنا ذكرها ، يكتنفها الغموض ، وتقوم على الرمزية والسرية ، ولها خصوصيات وأحكام وقواعد ، قد يصدق بعضها وقد لا يصدق ، أما آثارها السلبية أو الإيجابية فتعتمد على مصداقية التجارب المتعلقة بها.
أما الأدعية والرقاع والأحراز فليس أمرها كذلك إذ ليس فيها غموض ولا رمزية ولا عسر فهم ، أما سريتها فكامنة في نتائج تأثيرها. وبعد أن أوضح فعاليتها وآثارها أئمة أهل البيت عليهمالسلام ، لم تبق لها سرية على الاطلاق ، وأصبحت مكشوفة الآثار لتعم الفائدة الخاصة بكل منها المجتمع الإسلامي برمته.
ولمضامين تلكم الأدعية والرقاع والأحراز تأثير إيجابي أو سلبي على الطرف المعني الذي توجه له كل رقعة أو حرز أو دعاء ، ويكون المؤثر بالدرجة الأولى هو الباري جل وعلا ، والحروف بحد ذاتها ليس لها أي تأثير