ذلك المهندس بنجاح تجاربه المدهشة. أما الأطباء الذين كانوا يباشرون عملية التجربة فهم حضرات الدكتور : مانفريد نبارويا ، والدكتور أفابو ، والدكتور ساكس ، أما الورقة التي كتبها المهندس فكانت فيها الحروف الآتية ، وهي : «ل س ع م» مكتوب ست مرات على أوضاع مختلفة ، وقد قال : إنها وحدها لا تكفي للغرض المقصود ، بل أن السر في ثلاثة حروف أخرى لا يمكنني أن أبوح بها لأحد ، ولأجل ذلك أكتبها بالماء على ظاهر الورقة وفعلا كتبها.
تفصيلات عن هذه المسألة
وقد سأل المحرر إعطاءه تفصيلات عن طريقة اهتدائه إلى هذه المسألة ، فأجاب بما يأتي :
لقد بحثت طويلا عما هو الإنسان وما هو وجه تفضيله على جميع المخلوقات ، فرأيت أنه جسم وعقل وامتياز العقل الذي يختص به الإنسان هو «المنطق» ولما كان النطق يتركب من الحروف ، كانت الحروف هي القوة الفعالة في تفضيل الإنسان ، لأنها ترجمان العقل والمعبر عن قوته الذاتية في هذا العالم ، لذلك وجد موضع التأثير في نفس الإنسان لأن كلمتين ربما نتج عنهما تغيير دمه إلى درجة مؤثرة في جسمه قد تؤدي بحياته كدرا وكمدا ، وكلمتان أخريان تملآنه أملا وتنعشانه من خموله ويأسه ، فيأتي من الأفعال ما تعجز عنه القوى الكبيرة ، وهناك كلمتان أخريان ربما أثارت الحروب التي تذهب بآلاف النفوس ، فمن ذلك ينتج أن أجزاء الكلام المعبر عنها بالحروف هي «روح ذلك التأثير والتأثر» الصادر عنهما لجميع الأفعال على اختلافها ، وبما أن هذه الحروف عند وصولها إلى «المخ» بطريق الأذن تحدث هذا التأثير من الداخل ، فلا بد أن يكون لها قوة أخرى تؤثر على الأجسام من الخارج كما نشاهد تأثرها من الداخل.