عبارة «صراط علي
حق نمسكه» أما بقية الوجوه فتظهر من المعاني ما يكتنفه الخطأ أو عدم الانسجام مع
مفاهيم القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة ، أو يناقض المفاهيم اللغوية
وفصاحة العرب وبلاغتهم. إن تلكم الأوجه لا ترقى في معانيها إلى ما ينسجم ـ كما
قلنا ـ مع القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية أو شرف المعنى أو قدسيته أو واقع
الحال وصحة المقال. والذي يرقى هنا هو المعنى الذي يفيد «صراط علي حق نمسكه» فقط
فإن له الأرجحية والمقام المعلن مع تلك الوجوه سالفة الذكر وفي مقدمتها سند من
القرآن الكريم في مواطن عديدة منه.
هذا وقد ذكر
الحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي في ص ٣٧ من الجزء
الأول من تفسيره ما نصه : «قلت مجموع الحروف المذكورة في أوائل السور بحذف المكرر
منها أربعة عشر حرفا وهي ا ل م ص ر ك ه ي ع ط س ح ق ن يجمعها قولك «نص حكيم قاطع
له سر» وهي نصف الحروف عددا والمذكور منها أشرف من المتروك ، وبيان ذلك في صناعة
التصريف.
وقال السيد محمد
رشيد رضا ، صاحب كتاب تفسير القرآن المسمى ب «المنار» المجلد الأول ص ١٢٢ ـ ١٢٣
وهو يبحث في الحروف المقطعة في أوائل السور القرآنية ، قال : وخامسا ـ يقرب من هذا
ما عني به بعض الشيعة ـ لم يسمّهم ـ من حذف المكرر من هذه الحروف وصياغة جمل مما
بقي منها في مدح (علي المرتضى رضي الله عنه) وتفضيله وترجيح خلافته ، وقوبلوا بجمل
أخرى مثلها تنقض ذلك ، كما وضحناه في مقالاتنا «المصلح والمقلد». هذا ولا بد لنا
من مناقشة الرجلين المذكورين اللذين ساق كل منهم قوله دون توضيح ودون مثال مقنع
ومن هنا فإن ادعاءهما مرفوض مردود ، ونحن فيما يلي نذكر للقارئ الكريم التحقيق
التالي الذي يضع